هل تعبت من كثرة التشتت واختيار أهداف وتركها في منتصف الطريق، أو عند أول منعطف شاق؟ بالطبع كل منا يريد أن يحدد أهدافه التي يحبها في الحياة ويعمل من أجلها ولكن هناك خلل ما في إحدى الخطوات! بل دعني أخبرك هناك أكثر من خلل! وهي أمور بسيطة ولكنها ذات قيمة، نفعتني ومتأكد من أنها سوف تنفعك.
تحديد أهدافك قد تصبح عملية شاقة إذا كان التشتت غالب على حياتك، لذلك ركز جيداً في هذا المقال، ودعك من كل ما يؤرق تفكيرك ويصيبك بالتشتت، ولو لدقائق!
لتحديد أهدافك بدقة عليك أولاً أن تصنع قائمة بكل ما تحتاج في الحياة، لا ما تريد بل ما تحتاج، ومتأكد أنك سمعت هذه النصيحة كثيراً، لذلك من باب التذكرة ولأهميتها، لأنك سوف تختار من هذه القائمة هدف واحد تعمل عليه من هذه اللحظة وبمجرد أن تغلق هذه الصفحة!
1 – كن عادلاً!
أنت تعرف قدراتك وإمكانياتك جيداً، وإذا كنت لا تعرفها فابحث في سجل الماضي وسوف تجدها، كن مديراً عادلاً! وذلك بالقيام بتوزيع أهدافك على أوقاتك المختلفة بنظرة عادلة، أي باختصار لا تختار هدف يحتاج إلى شهور أو سنين وتقرر إنجازه في أيام! ولكن على حسب المدة التي لديك ضع الهدف الملائم. إذا كنت تدرس فهدف كبير بجانب الدراسة ليس أمراً سليماً، ولكن هدف بسيط وسهل لا يلزمه الكثير من الوقت هو الاختيار الأمثل، والأهداف الكبرى من نصيب الإجازات! فكر مرة أخرى في هذه النقطة وأنت تنظر للقائمة وقم بتأخير بعض الأهداف للإجازات، وأخرى لوقت أخر ملائم لها أو لمرحلة عمرية معينة! كم هدف أخّرت وكم بقي لديك؟
2 – تعلم التضحية
يلزمك أن تتعلم التضحية حتى تستطيع تأخير أهداف غير مهمة الآن، وأن تسيطر على إلحاح نفسك في طلبها، لأجل هدف بين يديك تستطيع البدء في العمل عليه وتحقيقه وأن تصل به إلى القمة! انظر لما بين يديك واستجمع القوة التي تعينك على ترك الباقي جانباً الآن، وسوف تضطر لذلك عاجلاً أم آجلاً، فقم بالتضحية من أجل أن تحقق أهداف أكثر، بدلاً من أن تضحي من أجل أهداف أقل بعد فوات الأوان.
3 – أهدافك ملكك أنت
إذا كان ما يدفعك لأهدافك هو حبك للشهرة، أو الإعجاب بالنفس، أو تأثير الحقد! فتوقف عن ذلك لأنك لن تجني إلا التشتت والضلال، فالهدف الذي لا ينبع من داخلك وتحتاجه بشده لا يُعَد هدفاً، وسوف تبذل جهداً كبيراً ومن المحتمل ألا تحققه، لذلك قم بتأجيل أو حذف هذه النوعية من الأهداف من قائمتك، وابحث عن أهداف تحتاجها أنت، لا تحتاجها لتلقيها في وجه الناس! وتقول لهم ها أنا قد نجحت.
4 – تخلص من حب الإعجاب والشهرة
تكملة للنقطة السابقة! أنت لست موجود في الحياة لتبهر الناس! تخلى عن هذه القناعة، على الأقل ابحث عن حظك من الشهرة وإعجاب الناس بعد أداء العمل على أكمل وجه، وبالتأكيد سوف تنال ذلك! باختصار لا تجعل إعجاب الناس غايتك، وسوف ترى أنك وضعت الكثير من الأهداف من أجل هذه الغاية، قم بتأخيرها إذا كانت لا تفيدك الآن، أو احذفها إذا كانت لن تفيدك بتاتاً.
5– الصبر
العجلة من أكتر ما يصيب الإنسان بالتشتت والسير في أكثر من طريق! فاتسامك بالصبر، وقناعتك بأنك بإتقان العمل ومرور الوقت ستحصل على ما تحتاج، سيؤثران على طريقة تحديدك لأهدافك في الحياة، وستشعر بهدوء قوي سيجعلك تشعر بأنك لست حيواناً يدور في ساقية الحياة، فكر من منطلق الصبر في اختيار أهدافك وسوف تري نفسك قادر على اختيار الأهداف التي تناسبك.
6 – دقائق مجتمعة يومياً تساوي هدفاً كاملاً
الوقت من أسرع كنوز الحياة ضياعاً بإهمالنا لقيمته، فدقائق مجتمعة يومياً لفترة معينة قد تصنع المعجزات، عند تحديدك لأهداف ضع للوقت أهمية خاصة، كل دقيقة منه! فاستغلالك لدقائق انتظارك للحافلة أو للقطار يشكلون فارقاً في حياتك، فمن الممكن أن تختار هدف صغير تحققه في هذا الوقت، بدلاً من تضييع الوقت فيما يؤذيك، وهكذا بالنسبة لباقي وقتك! إذا لم ترفه عن نفسك في وقت فراغك فاستثمره فيما يفيدك، ويجعلك تصعد على سلم أهدافك بشكل أسرع.
7 – اصنع سلالم من أهدافك تصل بها لقمة مجدك
كما تلاحظ في البيوت لا يمكنك الصعود بدون السلم! وإن حاولت التسلق كاللص هناك احتمال كبير أن تسقط! هذا بجانب التأخير والمشقة، وهذا ما يقع فيه معظمنا هذه الأيام، اجمع من قائمة أهدافك سلماً تصعد عليه، ومع كل ما ذكرناه سابقاً ستجد نفسك قادراً على صنع سلماً جيداً، الأسهل ثم الأصعب هذه هي الحياة وسوف تحصل على كل ما تحتاج.
8 – هون على نفسك وابدأ بالأسهل
تأكيداً على أهمية البدء بالأهداف السهلة، والطاقة التي سوف تكتسبها لتكمل بقية أهدافك في الحياة، كالبنزين بالنسبة للسيارة على طريق طويل! إذا بدأت في هدف ووجدت مشقة وصعوبة ووصلت لحائط مسدود، اجلس وفكر إذا كنت قد اخترت هدفاً ليس ملائماً الآن، وتأكد أنه من الأفضل أن ترجع على أن تكمل ولا تنجز شيء، عد وابحث في أهدافك واختر الأسهل.
9 – انظر لما بين يديك
من أكثر النقاط أهمية في تحديدك لأهدافك أن تنظر لما بين يديك وتسأل نفسك، ماذا لدي الآن؟ ما أكثر الأهداف في قائمتي والتي قطعت فيها شوطاً طويلاً، ومن السهل إكمالها وسوف أحقق فيها إنجازاً إذا بدأتها الآن؟ أسئلة سهلة سوف تجعلك تدرك مكانك، على أساسها تحدد أفضل وأنسب وأسهل هدف تبدأ به رحلتك في الحياة.
10 – كن قنوعاً
القناعة هي أن تقبل العمل على هدف واحد الآن، وأن تسير في طريق واحد لتبدع فيه وتنتج شيء ذا قيمة، وحينما تصبح على أرض صلبة يمكنك حينها التفكير في هدف أخر، هي أن ترضي أن تكون صاحب إنجاز واحد على أن تكون مطارد ل 5 أحلام تتحدث بهم هنا وهناك وليس في يديك شيء! حينما تسأل بقناعة، ما الهدف الذي سوف أختاره الآن؟ متأكد أن اختيارك سيكون أسهل هدف في القائمة، وأكثرهم ملائمة لوضعك وما بين يديك.
ابدأ الآن!
هل استطعت اختيار هدف واحد؟ أم هل ما زلت في حيرة؟ قم بقراءة المقال أكثر من مرة وتمعن في الخطوات وأبدع ولا تتقيد بتلك الخطوات فقط، حتى تصل إلى هدف واحد تبدأ به الآن! ثم ابدأ التخطيط والعمل على هدفك وسوف أنشر مقالات أخرى قريباً عن كيفية التخطيط والعمل من أجل تحقيق هدفك، وإذا لم تفلح الطريقة معك وكانت النصائح كأي نصائح أخرى قرأتها وتركتها، فأرجوك لا تحرمني من نقدك وشكواك، وأعدك أنني سأبذل جهدي لأساعدك.