أحاط الغموض وأثيرت الشكوك حول وفاة نابليون بونابرت أكثر من أي حدث تاريخي آخر. هل قتل؟ ومن الذي قتله؟ هل كان هناك رجل آخر يقوم بدور البديل؟ هل سرق الإنجليز جثته؟.
الحدث الذي يوافق عليه جميع المؤرخين والباحثين في التاريخ والمعاصرين للأحداث هو أنه في يوم5 مايو عام1821 توفي رجل يشبه نابليون في منزل لونجوود بجزيرة سانت هيلينا. والكل يتفق أيضا علي أن رفات هذا الرجل نقلت من الجزيرة عام1840 وأعيد دفنها حيث مازالت موجودة بقصر'lesnvalides' في باريس حيث يدفن الفرنسيون عظماءهم.
ولكن ما الذي دفع المحامي الفرنسي الشهير برونو روي هنري خلال الصيف الماضي إلي التقدم بطلب إلي وزير الداخلية الفرنسي لإعادة فتح مقبرة نابليون وتحليل الحمض النووي الخاص بالجثة للتأكد من أنها لنابليون؟ ولماذا رفض الوزير هذا الطلب؟ التفسير الوحيد لهذا الحدث هو أن روي هنري هو أحد المشككين في أن الرفات الموجودة في باريس هي لنابليون.الحدث الذي يوافق عليه جميع المؤرخين والباحثين في التاريخ والمعاصرين للأحداث هو أنه في يوم5 مايو عام1821 توفي رجل يشبه نابليون في منزل لونجوود بجزيرة سانت هيلينا. والكل يتفق أيضا علي أن رفات هذا الرجل نقلت من الجزيرة عام1840 وأعيد دفنها حيث مازالت موجودة بقصر'lesnvalides' في باريس حيث يدفن الفرنسيون عظماءهم.
وقد أصدر روي هنري كتابا يشرح فيه نظريته قائلا أن نابليون الذي دفن عام1821 في جزيرة سانت هيلينا كان بكامل هندامه حيث كان وسام الشرف أعلي بدلته الرسمية وكان يرتدي جوارب حريرية وحذاء طويلا له حدوة فضية وكان هناك وعاء من الفضة يحتوي علي القلب والمعدة موضوع في جانب التابوت. وكانت الجثة لشخص حليق شعر الرأس والوجه بعناية شديدة ولكن معالمه كانت غير واضحة بسبب المعاناة الشديدة من المرض قبل وفاته. أما الشخص الذي تم نقله إلي بارس عام1840, فكان وسام الشرف أسفل بدلته الرسمية بل أن السترة مختلفة تماما, كما اختفت الجوارب الحريرية والحدوة الفضية والحذاء الطويل يظهر أصابع القدمين, وكان صاحب الجثة غير حليق الوجه أو الرأس بالإضافة إلي أن وجهه كان له ملامح شابة. وهذا يعني أن الجثة تم استبدالها في وقت سابق.
وروي هنري يشك في أن الأنجليز الأعداء التقليديين للإمبراطور السابق هم الذين سرقوا رفاته وأخفوها في كنيسة ويستمنستر. وتركوا مكانها جثة بديل نابليون الشهير فرانسيشكو كابرياني وهو من جزيرة كورسيكا وشديد الشبه بنابليون ولكن قدميه أكبر وهذا يفسر سبب الحذاء المفتوح. وعدد كبير من المحللين يجدون أن هذا الكلام بلا معني علي الإطلاق, وحتي إذا كان الإنجليز قد سرقوا الجثة التي دفنت عام1821 فهم أيضا قد خدعوا. لأن الجثة التي دفنت أصلا لم تكن لنابليون كما أن الجثة التي نقلت إلي باريس لم تكن جثة نابليون. وفي الواقع لقد توفي رجل صغير الحجم شبه نابليون في جزيرة سانت هيلينا في شهر مايو عام1821 كما ذكرت كتب التاريخ ولكنه ليس الإمبراطور الفرنسي العظيم نابايون بونابرت. وليست هناك أي إضافة في أن نابليون كان مولعا باستخدام البدلاء وكل كتب التاريخ الموثقة تؤكد ذلك كما أن المؤرخين الذين عاصروا فترة إقامة نابليون في جزيرة سانت هيلينا يدركون هذه الحقيقة. وتقول ديم مابل بروكس وهي مؤرخة كانت عائلتها تقيم في سانت هيلينا في كتابها الشهير قصة سانت هيلينا أن نابليون كان يستخدم أربعة بدلاء بالإضافة إلي كابريانو الذي كان من كورسيكا واستوطن جزيرة سانت هيلينا. وكما يقول الدكتور ألكسندر جوربوفسكي عالم التاريخ الكبير أن صورة نابليون القائد المغوار الذي يمتطي حصانه علي رأس جيشه غير عابيء بنيران العدو ليست بالضرورة هي حقيقة الامبراطور. ولكن الثابت بشكل مؤكد من كتب التاريخ هو أن أحد البدلاء قتل برصاصة والثاني قتل بالسم قبل معركة واترلو والثالث ألقي من فوق حصانه وأصيب بالشلل. أما الرابع.. فكل الغموض يكمن في مصير هذا البديل الرابع فلنر ماذا حدث له؟
يقول جوربوفسكي وهو عالم تاريخ عمره72 عاما ويعيش في لندن ومهتم بسيرة نابليون. في حديث لمجلة صنداي تايمز أن سيرة نابليون وهي سيرة كتب فيها ملايين الصفحات ولا يستطيع أحد أن يلم بها كلها ولكنه مثل غيره من المؤرخين المتعمقين في سيرة نابليون يشك في الظروف التي أحاطت بموته, خاصة أن البديل الرابع ويدعي فرانسوا أوجين روبو وكان يعمل في تربية الأرانب بإحدي قري فرنسا مثبوت في سجلات قريته أنه ولد بالقرية وتوفي في جزيرة سانت هيلينا. وكانت مهمة روبوكبديل للامبراطور قد انتهت بعد هزيمة نابليون, فعاد إلي قريته ليعيش مع أخته التي لم تتزوج واندمج في الحياة الريفية وأصبح مجرد مزارع ومرب للأرانب وجندي منسي من جنود الثورة, وذلك حتي عام1818 عندما جاء إليه رسول غامض واختفي هو وأخته من القرية. وبعد عام عثر البوليس علي أخته تعيش حياة ميسورة في مدينة نانت الفرنسية,- ولكن لماذا تكبد البوليس الفرنسي مشقة البحث عن مزارع فقير وأخته إذا لم يكن البوليس يشك في أن لهما علاقة بأحداث خطيرة؟- وقد ادعت أخت روبو أن الرسول الذي أتي إليهم في قريتهم جاء ليبتاع أرانب من أخيها وأن أخاها عثر علي مهنة بحار تدر عليهما دخلا وفيرا.
وفي نفس هذا العام بعثت فاني ديلون براتراند زوجة أحد كبار الموظفين بمنزل نابليون في المنفي بخطاب إلي صديقة لها تقول فيها لقد نجحنا! وغادر نابليون الجزيرة.
وبعد ذلك كان نابليون يرفض أن يظهر للزائرين الذين يأتونه في منزله بسانت هيلينا وكان دائما يجلس في أضواء خافتة.
ويؤكد المؤرخون أن نابليون هرب من الجزيرة علي متن سفينة أمريكية كانت تحوم حول الجزيرة في ذلك الوقت.
وفي كل الأحوال فإن الرجل الذي ظل في سانت هيلينا كانت صحته تتدهور باستمرار وتحمل سجلات المصاحبين له العديد من الأعراض التي تتعدي الـ30 عرضا والتي لا يمكن أن يسببها مرض واحد منها إفرازات مستمرة من جرح في القدم, فقدان لشعر الجسم, صداع, غثيان, دوار مستمر, ضربات قلب غير منتظمة, إمساك, إسهال, فقدان للأسنان, نزيف في اللثة, ضعف بالقدمين, رؤية غير واضحة والكثير من الأعراض التي كانت تستجد علي المريض. وبحلول بداية عام1821 كان من الواضح أن حالة المريض في تدهور مستمر وأنه لا يمكن معالجته. وقد كتب في تقرير الوفاة الرسمي أنه مات متأثرا بإصابته بالسرطان ولكن الحقيقة التي يعرفها الجميع هو أنه مات متأثرا بسم الزرنيخ. وأن بعض المقربين له كانوا يضعون له السم بانتظام منذ قدومه إلي الجزيرة, كما أثبتت التحاليل التي أجريت علي خصلات شعر نابليون قبل عام1818 وبعد ذلك العام. ومن المعروف عن نابليون ولعه الشديد بشعره وأنه كان يهدي المقربين له خصلات منه وقد أكدت التحاليل التي أجريت علي الخصلات التي أهداها نابليون لزائريه بعد عام1818 أن صاحب هذه الخصلات كان يتعرض لجرعات ضخمة من السم وهي التي سببت له كل هذه الأعراض.
كما توفي الشاب الكورسيكي كابريانو الذي كان يعيش علي نفس الجزيرة أيضابنفس الأعراض وفي نفس الوقت تقريبا وقد وجدت مقبرته خاوية فيما بعد.
ويعتقد جوبروفسكي أن نابليون بعد أن تمكن من الهرب عاش في فيرونا وأطلق علي نفسه إسم ريفارد وتقمص شخصية تاجر ألماس وسرعان ما وجد شريكا له اسمه بيتروتشي. وكان أهل فيرونا يطلقون علي ريفارد اسم نابليون للشبه الشديد بينه وبين الإمبراطور.
ووفقا لرواية بتروتشي فإن ريفارد تسلم خطابا عاجلا في يوم23 أغسطس عام1823 ثم ظهرت عليه علامات القلق الشديد, وأخبر بتروتشي أنه مضطر للسفر في أمر عاجل وسلمه خطابا وطلب منه إرسال هذا الخطاب إلي باريس علي العنوان المدون علي الظرف إذا لم يعد خلال ثلاثة أشهر.
وبعد12 يوما من هذه الواقعة انتشر خبر مرض ابن نابليون بالحمي القرمزية, وكان ابن نابليون الذي يبلغ من العمر12 عاما محجوزا هو والدته ماري لويز بإحدي قلاع النمسا, وفي يوم4 سبتمبر أطلق حرس القلعة النيران علي شخص حاول مغادرة القلعة متسللا, وبعد أن تبين الحراس من هوية الجثة واستدعوا سكان القلعة تم احتجاز الجثة حتي تسلمتها السفارة الفرنسية ومنذ ذلك الوقت لم ير أحد ريفارد مرة أخري.
وقد سلم بيتروتشي الخطاب بعد ذلك وحصل علي مكافأة مالية كبيرة واحتفظ بسر قصته لمدة30 عاما, حتي حلف اليمين أمام المسئولين في فيرونا واعترف أن شريكه كان نابليون بونابرت وأن هذا هو السر الذي كان مكتوبا في الخطاب الذي بعث به إلي باريس.
إذا فالخلاصة النهائية التي يريد أن يصل إليها ريتشار جيرلنج كاتب هذا الموضوع بمجلة صنداي تايمز هي أن نابليون هرب من سانت هلينا عام1818 وعاش في إيطاليا حتي غادرها في أغسطس عام1823 وأطلقت عليه النيران في فيينا في سبتمبر من نفس العام, وأن الذي مات هو روبو أشهر بديل له ودفن بدلا منه عام1821 ولكن جثمانه سرق واستبدل بجثمان كابريانو شبيه نابليون الذي كان يعيش علي نفس الجزيرة ومات في نفس العام مع روبو, وأن هذا البديل هو الذي وجد في مقبرة نابليون بالجزيرة وهو الذي أعيد دفنه في باريس؟!!