هل يولد الإنسان و هو شرير ميال إلى العنف بطبيعته أم انه يتحول بفعل الظروف و البيئة و الأسرة؟ لماذا يميل الإنسان إلى التسلط و القهر عندما يجد أن الظروف ملائمة لذلك و عندما يتيقن أن لا رادع له؟ و لماذا يتحول إلى حيوان مفترس يطلق العنان لشره الجامح عندما يتم السماح له بذلك؟.
في عام 1971 قام عالم النفس الأمريكي (فيليب زمباردو) من جامعة ستانفورد بإجراء تجربة علمية لدراسة سلوك السجانين و السجناء بمساعدة مجموعة من الباحثين, و كان هدف الدراسة هو التأكد من الفرضية التي تقول ان الصفات الشخصية الموروثة لكل من السجانين و السجناء تؤدي إلى سوء المعاملة في السجون. تم اختيار 24 طالباً من بين جميع المتقدمين الخمسة و السبعين للمشاركة في التجربة من الذين تأكد أعضاء الفريق من كونهم الأكثر صحة و استقراراً من الناحية النفسية و خلوهم من الإعاقات الجسدية او العلل الطبية كذلك عدم وجود سجلات إجرامية لديهم.
قسمهم زمباردو عشوائيا إلى قسمين متساويين (سجناء و سجانون) طلب منهم ان يتصرفوا بحرية الحراس كالحراس و السجناء كالسجناء, وحاكى في التجربة ظروف السجن, أي بيئة السجن كاملة, وبمساعدة فعلية من شرطة (بالو التو) القي القبض على السجناء في منازلهم بتهمة السرقة تحت تهديد السلاح و أحضروهم لقسم الشرطة مخضعيهم لكافة الإجراءات المعتادة في الحياة الواقعية و أُخذت بصماتهم و التقطت لهم الصور الفوتوغرافية, بعد ذلك أرسلوهم إلى زنزاناتهم في قبو الجامعة, و كانت مجهزة كزنزانات حقيقية صغيرة بجدران عارية و أبواب و نوافذ ذات قضبان حديدية.
بمرور اليوم الأول بدأ السجناء و السجانون بتلبس الأدوار لكن تقمص السجانون لأدوارهم كان سريعا و سهلاً. قاموا بتعذيب السجناء نفسيا و جسديا وعاملوهم بوحشية وسادية و أجبروهم على التعري و تحرشوا بهم و هم يضعون أكياساً حول رؤوسهم و كانوا يستمتعون بذلك, امتهنوا كرامتهم, و حرموهم من الطعام و النوم و منعوهم من دخول الحمام. كان يسخرون منهم و يكلفونهم بأعمال لا أهمية لها و يطلبون منهم تنظيف المراحيض بأيديهم.
و كان هناك انصياع من السجناء و طاعة للأوامر وتقبلوا وضعهم كسجناء و كانوا يتنازلون عن حقوقهم الحقيقية من اجل تخفيض مدة السجن (أي مدة التجربة), وكانوا يشون بزملائهم السجناء للحراس بل ان بعضهم بدأ يأخذ جانب السجانين ضد السجناء الآخرين الذين لا ينصاعون للأوامر.
بدأ بعض السجناء ينهارون نفسيا و تم إيقاف هذه التجربة بعد ستة أيام فقط من بدايتها نظرا للظروف النفسية التي كان يمر بها السجناء و للانحدار في المستوى الأخلاقي الذي ظهر عليه السجانين, بينما كان مفترضا لها أن تستمر لمدة أسبوعين. حتى ان زمباردو نفسه نسي انه يقوم بتجربة وانخرط في توجيه السجانين و تشديد العقوبات. و من بين الخمسون عضوا المشرفون على هذه الدراسة لم يعترض احد على الظروف السيئة التي كان يمر بها السجناء إلا دكتورة واحدة هي كريستينا ماسلاش.
إن تجربة ستنافورد تظهر بشكل جلي – رغم الانتقادات التي وجهت لها – بأن معظم الناس , وبغض النظر عن مركزهم الاجتماعي وتعليمهم – ينسون أنفسهم عند امتلاكهم السلطة وقد يتمادون في سوء استخدامها بصورة تفوق كل توقع أو تصور . وقصتنا التالية هي عن أربعة شباب امتلكوا سلطة التحكم بحياة فتاة بريئة فتجردوا من إنسانيتهم تماما وتجاوزا جميع الحدود وفعلوا معها أمورا يصعب على العقل تخيلها .
احتفلت جونكو مع عائلتها و أصدقائها بعيد ميلادها السابع عشر, و هي لا تعلم انه سيكون آخر عيد ميلاد ستحتفل به و أنه على بعد ثلاثة أيام فقط سوف تدخل في دوامة شنيعة من التعذيب على أيدي أربعة من الشبان تنقلها من كونها المراهقة الجميلة إلى واحدة من أشهر ضحايا التعذيب و الجريمة في العالم و تنتهي بها إلى أن ترجوهم أن يرسلوها إلى حتفها لتنتهي من العذاب الذي سلطوه عليها لمدة 44 يوما.
في ظهيرة الخامس و العشرين من نوفمبر من عام 1988, أنهت جونكو الطالبة في الصف الثاني ثانوي يومها الدراسي كالمعتاد و عادت إلى منزلها سيراً على الأقدام, و فجأة إذا بمجموعة من الشبان يلتفون حولها و يقوموا بخطفها, ثم ذهبوا بها إلى منزل احدهم لأن والديه كانا مسافرين فكان المنزل خاليا و مثالياً للجريمة.
عندما حضروا إلى المنزل بدر إلى أذهانهم أن يقوموا بالتمويه على عائلتها ليكون معهم كل الوقت الذي يحتاجونه لتنفيذ مآربهم معها, فأجبروا جونكو أن تقوم بالاتصال بوالديها لتخبرهم أنها قررت الهروب من المنزل, و أنها حالياً مع إحدى صديقاتها و هي بخير و ليست معرضة للخطر فلا داعي للبحث عنها. قالت ذلك بانصياع خوفاً أن يقوموا بقتلها و ظناً منها أنها إذا أطاعت ما يطلبونه سوف يطلقون سراحها قريباً. لكن على العكس من ذلك فإن هذا الاتصال هو ما أدى إلى عدم التحقيق في اختفائها و البحث عنها و على الأرجح تجنيبها العذاب و القتل.
44 يوماً من التعدي
منذ اليوم الأول لاختطافها لم يتوانى مختطفوها في إجراء ممارساتهم التعذيبية و الاستمتاع بذلك خلال الأربعة و الأربعين يوما التي كانت فيها مقيدة لديهم, مطلقين وحوشهم البشرية على جسدها لأنهم بكل بساطة قادرين على ذلك.
أجبروها على التعري و ممارسة العادة السرية أمامهم ثم تناوب أربعتهم على اغتصابها و من أقوالهم أثناء محاكمتهم أكدوا أنهم اغتصبوها حوالي 400 مرة .
اجبروها على أكل الصراصير و شرب البول و حرموها من الطعام كأحد أنواع التعذيب, احرقوا جفنيها و وجهها بولاعات السجائر و قاموا بسكب الشمع الساخن على وجهها, و جعلوا من جسدها منفضة يطفئون سجائرهم فيه. لم تتوقف الوحشية و الجنون عند هذا الحد, فليس هناك اكتفاء عندما لا يجد الطاغية من يردعه, أقحموا المفرقعات المشتعلة داخل فمها و أذنيها و شرجها و شاهدوها تنفجر, و قاموا بإقحام مصباحاً مضاءً في مهبلها و كان المصباح ساخناً جداً لأنه مضاء فأحرقها, و ألقوا الأوزان الثقيلة على بطنها, و طعنوها في صدرها بإبر الخياطة, ثم مزقوا أحدى حلماتها بكماشة.
بسبب الألعاب النارية و المصباح المضاء التي أقحموها فيها بدأت جونكو تنزف بشدة و أصبح من الصعب عليها ان تتبول, و تعرضت طبلات إذنيها إلى التلف, ربما بسبب إطلاق المفرقعات بجانبها.
كان الأولاد عندما ينتهون من متعتهم اليومية في تعذيبها يجعلونها تذهب إلى النوم في الشرفة, أحيانا هي ترتدي ملابس خفيفة و أحيانا بلا ملابس, ليبقى جسدها المتهالك يرتجف طوال الليل في ذلك الجو القاسي لطوكيو و هي تتألم من الجروح و الكدمات التي تغطي جسدها.
عندما حضر والدا المختطف اصحاب المنزل الذي يبقى المختطفون جونكو فيه, ادعوا أنها صديقة أحدهم لكي لا ينكشف امرهم, و لكن بعد مرور الوقت اتضح لهما ان الفتاة مخطوفة فظلا صامتان و لم يحركا ساكناً, كانا يخرجان و يعودان للمنزل كالمعتاد و كأن شيئاً رهيباً لا يحدث بين جدران منزلهم. توسلت لهما لكي يساعدانها على الهرب الا أنهما رفضا ذلك و السبب هو أن احد المختطفين يكون عضو في إحدى العصابات تدعى يوكوزا فكانا يخشيان أن يؤذي ابنهما إن هما فعلا ذلك. إجمالا تم تعذيب جونكو و انتهاك جسدها أمام أنظار مائة من زوار المنزل و قد شارك بعض منهم في تعذيبها و اغتصابها.
رغم كونها ضعيفة جداً جراء تجويعها و حرمانها من الماء و تسبب لها العنف الذي تلقته بكسور في العظام و تمزق في أعضاءها ادى الى نزيف داخلي, إلا انها لم تتخلى عن شجاعتها و قامت بمحاولة بطولية لتهرب و لما أمسكت بالهاتف لتطلب المساعدة إذا بأحدهم يقبض عليها بالجرم المشهود, فجعلوها تدفع ثمن تلك المحاولة الجريئة
علقوها من يديها في واحدة من الغرف ثم قاموا بأخذ أدوارهم في تحويل جسدها إلى كيس ملاكمة وركلها و ضربها حتى بدأ الدم يخرج من فمها, بدأت أعضاءها الداخلية بالتمزق و تضررت بشكل كبير حتى ان أية رشفة ماء تجعلها تستفرغ مباشرة. في كل مرة تتطور وسائلهم في التعذيب و يتمادى سلوكهم الوحشي ليجعلهم لا ينتهون في تجريب أساليب جديدة و كأنهم كانوا يستعجلون إزهاق روحها.
جعلوها تستلقي على الأرض الإسمنتية الصلبة ثم قاموا بالقفز على رأسها بالتناوب, مما افقدها قدرتها على التنفس من انفها لأن الدم المتجمد كان يسد فتحات أنفها, ثم سكبوا سائلاً قابل للاشتعال على يديها و ساقيها ثم أشعلوا النار فيها, و لم يكتفوا بهذا فأقحموا قنينة زجاجية في شرجها مما تسبب لها بجروح و نزيف داخلي.
نجحت جونكو في الصمود كل هذا الوقت رغم جميع أنواع التعذيب البشعة التي مورست ضدها باستخدام جميع الوسائل التي تخطر على بال احدهم. و زادوا في تنويع فنون التعذيب وأحضروا مضارب الغولف و عصي من الخيزران و بدءوا بضربها بها, و استخدموا الأوزان الثقيلة فسحقوا بها يديها كليةً بعد أن قاموا بنزع أظافرها, ثم قاموا بإدخال أسياخ الشواء، وكذلك السجائر والمفرقعات في مهبلها و شرجها مجدداً، فبدأت تنزف بغزارة, في هذه المرحلة توقفت جونكو عن المقاومة وتوسلت إليهم أن يقتلوها, و جراء هذا التعذيب فإنه استغرقها ساعة كاملة لكي تنزل إلى الطابق السفلي لتستخدم الحمام.
مع حلول رأس السنة, كانت جونكو تعاني بشدة و غير قادرة على الحركة, أصبح جسدها مشوهاً و عظامها محطمة و أحشاءها ممزقة, و في الخامس من يناير 1989, خسر احدهم في لعبة الماهجونج فغضب وثارت ثائرته ولم يكن أمامه متنفساً لهذا الغضب إلا كيس الملاكمة البشري جونكو, فقام يضربها بأثقال الحديد على جذعها حتى بدأت تنزف دما مع فمها , و بدأت تدخل في تشنجات, لكن الأولاد ظنوا أنها تصطنع ذلك ليكفوا عن تعذيبها, فقاموا بإشعال النار في أطرافها و يقال أنهم تركوها تشتعل لمدة ساعتين قبل أن يقوموا بإطفائها
بعد ساعتين من ذلك ماتت مخلفة للتاريخ احد أكثر ضحايا العنف البشري تعذيباً, عند هذا قام الأولاد بكل هدوء بحشو جسدها في برميل ثم صبوا عليه الإسمنت ثم حملوه ووضعوه في موقف للسيارات تابع لمصنع مهجور, و لم تكتشف جثتها إلا بعد مرور عام من الجريمة.
عندما علمت والدتها بالتعذيب الذي تعرضت له وكيف كانت الأيام الأخيرة من حياتها أغمي عليها و تم إدخالها للمستشفى و تم وضعها مع طبيب مختص في العلاج نفسي.
تم القبض عليهم و تمت معاملتهم كالضحايا لأنهم اعتبروا قصراً فلم يتم الإعلان عن أسمائهم و تم الحكم عليهم بأحكام خفيفة لا تتناسب و الجرم الذي ارتكبوه. إلا إن الصحيفة اليابانية شوكان بونشون الغاضبة أعلنت أسماءهم على الملأ قائلة أن الهمج المتوحشون لا تنطبق عليهم الحقوق الإنسانية و المدنية, بالإضافة إلى أسماء اثنان آخران من زوار المنزل وجدت آثارهما على جسد جونكو, و حاول المدعي العام أن يحصل على الحكم المؤبد لقائدهم لكن محاميه قام بعمل جبار بتصويره كشاب يحاول التغلب على ماضي طفولته الأليم و الذي تسبب له بإصابات في الرأس. و قد يؤسفك أيها القارئ ان تعلم ان كل المذنبين الآن أحرارا خارج السجن بهوياتٍ مختلفة .
لم يرضى والداها بهذا فقاما بمقاضاتهم بالإضافة إلى والدي المختطف اللذان سكتا عن ذلك, لكن محامي القضايا المدنية المكلف رفض القيام بذلك, معللاُ انه لا قضية مادامت الأدلة الموجودة على جثتها لا ترتبط بأي من الأربعة المدانين بالتعذيب و القتل, لكنهم استكملوا القضية و ربحوا المنزل الذي تم تعذيب جونكو داخل جدرانه و قتلها و قاما ببيعه و حصلوا على 50000 ين كتعويض عن موت ابنتهما
في عام 1971 قام عالم النفس الأمريكي (فيليب زمباردو) من جامعة ستانفورد بإجراء تجربة علمية لدراسة سلوك السجانين و السجناء بمساعدة مجموعة من الباحثين, و كان هدف الدراسة هو التأكد من الفرضية التي تقول ان الصفات الشخصية الموروثة لكل من السجانين و السجناء تؤدي إلى سوء المعاملة في السجون. تم اختيار 24 طالباً من بين جميع المتقدمين الخمسة و السبعين للمشاركة في التجربة من الذين تأكد أعضاء الفريق من كونهم الأكثر صحة و استقراراً من الناحية النفسية و خلوهم من الإعاقات الجسدية او العلل الطبية كذلك عدم وجود سجلات إجرامية لديهم.
قسمهم زمباردو عشوائيا إلى قسمين متساويين (سجناء و سجانون) طلب منهم ان يتصرفوا بحرية الحراس كالحراس و السجناء كالسجناء, وحاكى في التجربة ظروف السجن, أي بيئة السجن كاملة, وبمساعدة فعلية من شرطة (بالو التو) القي القبض على السجناء في منازلهم بتهمة السرقة تحت تهديد السلاح و أحضروهم لقسم الشرطة مخضعيهم لكافة الإجراءات المعتادة في الحياة الواقعية و أُخذت بصماتهم و التقطت لهم الصور الفوتوغرافية, بعد ذلك أرسلوهم إلى زنزاناتهم في قبو الجامعة, و كانت مجهزة كزنزانات حقيقية صغيرة بجدران عارية و أبواب و نوافذ ذات قضبان حديدية.
بمرور اليوم الأول بدأ السجناء و السجانون بتلبس الأدوار لكن تقمص السجانون لأدوارهم كان سريعا و سهلاً. قاموا بتعذيب السجناء نفسيا و جسديا وعاملوهم بوحشية وسادية و أجبروهم على التعري و تحرشوا بهم و هم يضعون أكياساً حول رؤوسهم و كانوا يستمتعون بذلك, امتهنوا كرامتهم, و حرموهم من الطعام و النوم و منعوهم من دخول الحمام. كان يسخرون منهم و يكلفونهم بأعمال لا أهمية لها و يطلبون منهم تنظيف المراحيض بأيديهم.
و كان هناك انصياع من السجناء و طاعة للأوامر وتقبلوا وضعهم كسجناء و كانوا يتنازلون عن حقوقهم الحقيقية من اجل تخفيض مدة السجن (أي مدة التجربة), وكانوا يشون بزملائهم السجناء للحراس بل ان بعضهم بدأ يأخذ جانب السجانين ضد السجناء الآخرين الذين لا ينصاعون للأوامر.
بدأ بعض السجناء ينهارون نفسيا و تم إيقاف هذه التجربة بعد ستة أيام فقط من بدايتها نظرا للظروف النفسية التي كان يمر بها السجناء و للانحدار في المستوى الأخلاقي الذي ظهر عليه السجانين, بينما كان مفترضا لها أن تستمر لمدة أسبوعين. حتى ان زمباردو نفسه نسي انه يقوم بتجربة وانخرط في توجيه السجانين و تشديد العقوبات. و من بين الخمسون عضوا المشرفون على هذه الدراسة لم يعترض احد على الظروف السيئة التي كان يمر بها السجناء إلا دكتورة واحدة هي كريستينا ماسلاش.
إن تجربة ستنافورد تظهر بشكل جلي – رغم الانتقادات التي وجهت لها – بأن معظم الناس , وبغض النظر عن مركزهم الاجتماعي وتعليمهم – ينسون أنفسهم عند امتلاكهم السلطة وقد يتمادون في سوء استخدامها بصورة تفوق كل توقع أو تصور . وقصتنا التالية هي عن أربعة شباب امتلكوا سلطة التحكم بحياة فتاة بريئة فتجردوا من إنسانيتهم تماما وتجاوزا جميع الحدود وفعلوا معها أمورا يصعب على العقل تخيلها .
احتفلت جونكو مع عائلتها و أصدقائها بعيد ميلادها السابع عشر, و هي لا تعلم انه سيكون آخر عيد ميلاد ستحتفل به و أنه على بعد ثلاثة أيام فقط سوف تدخل في دوامة شنيعة من التعذيب على أيدي أربعة من الشبان تنقلها من كونها المراهقة الجميلة إلى واحدة من أشهر ضحايا التعذيب و الجريمة في العالم و تنتهي بها إلى أن ترجوهم أن يرسلوها إلى حتفها لتنتهي من العذاب الذي سلطوه عليها لمدة 44 يوما.
في ظهيرة الخامس و العشرين من نوفمبر من عام 1988, أنهت جونكو الطالبة في الصف الثاني ثانوي يومها الدراسي كالمعتاد و عادت إلى منزلها سيراً على الأقدام, و فجأة إذا بمجموعة من الشبان يلتفون حولها و يقوموا بخطفها, ثم ذهبوا بها إلى منزل احدهم لأن والديه كانا مسافرين فكان المنزل خاليا و مثالياً للجريمة.
عندما حضروا إلى المنزل بدر إلى أذهانهم أن يقوموا بالتمويه على عائلتها ليكون معهم كل الوقت الذي يحتاجونه لتنفيذ مآربهم معها, فأجبروا جونكو أن تقوم بالاتصال بوالديها لتخبرهم أنها قررت الهروب من المنزل, و أنها حالياً مع إحدى صديقاتها و هي بخير و ليست معرضة للخطر فلا داعي للبحث عنها. قالت ذلك بانصياع خوفاً أن يقوموا بقتلها و ظناً منها أنها إذا أطاعت ما يطلبونه سوف يطلقون سراحها قريباً. لكن على العكس من ذلك فإن هذا الاتصال هو ما أدى إلى عدم التحقيق في اختفائها و البحث عنها و على الأرجح تجنيبها العذاب و القتل.
44 يوماً من التعدي
منذ اليوم الأول لاختطافها لم يتوانى مختطفوها في إجراء ممارساتهم التعذيبية و الاستمتاع بذلك خلال الأربعة و الأربعين يوما التي كانت فيها مقيدة لديهم, مطلقين وحوشهم البشرية على جسدها لأنهم بكل بساطة قادرين على ذلك.
أجبروها على التعري و ممارسة العادة السرية أمامهم ثم تناوب أربعتهم على اغتصابها و من أقوالهم أثناء محاكمتهم أكدوا أنهم اغتصبوها حوالي 400 مرة .
اجبروها على أكل الصراصير و شرب البول و حرموها من الطعام كأحد أنواع التعذيب, احرقوا جفنيها و وجهها بولاعات السجائر و قاموا بسكب الشمع الساخن على وجهها, و جعلوا من جسدها منفضة يطفئون سجائرهم فيه. لم تتوقف الوحشية و الجنون عند هذا الحد, فليس هناك اكتفاء عندما لا يجد الطاغية من يردعه, أقحموا المفرقعات المشتعلة داخل فمها و أذنيها و شرجها و شاهدوها تنفجر, و قاموا بإقحام مصباحاً مضاءً في مهبلها و كان المصباح ساخناً جداً لأنه مضاء فأحرقها, و ألقوا الأوزان الثقيلة على بطنها, و طعنوها في صدرها بإبر الخياطة, ثم مزقوا أحدى حلماتها بكماشة.
بسبب الألعاب النارية و المصباح المضاء التي أقحموها فيها بدأت جونكو تنزف بشدة و أصبح من الصعب عليها ان تتبول, و تعرضت طبلات إذنيها إلى التلف, ربما بسبب إطلاق المفرقعات بجانبها.
كان الأولاد عندما ينتهون من متعتهم اليومية في تعذيبها يجعلونها تذهب إلى النوم في الشرفة, أحيانا هي ترتدي ملابس خفيفة و أحيانا بلا ملابس, ليبقى جسدها المتهالك يرتجف طوال الليل في ذلك الجو القاسي لطوكيو و هي تتألم من الجروح و الكدمات التي تغطي جسدها.
عندما حضر والدا المختطف اصحاب المنزل الذي يبقى المختطفون جونكو فيه, ادعوا أنها صديقة أحدهم لكي لا ينكشف امرهم, و لكن بعد مرور الوقت اتضح لهما ان الفتاة مخطوفة فظلا صامتان و لم يحركا ساكناً, كانا يخرجان و يعودان للمنزل كالمعتاد و كأن شيئاً رهيباً لا يحدث بين جدران منزلهم. توسلت لهما لكي يساعدانها على الهرب الا أنهما رفضا ذلك و السبب هو أن احد المختطفين يكون عضو في إحدى العصابات تدعى يوكوزا فكانا يخشيان أن يؤذي ابنهما إن هما فعلا ذلك. إجمالا تم تعذيب جونكو و انتهاك جسدها أمام أنظار مائة من زوار المنزل و قد شارك بعض منهم في تعذيبها و اغتصابها.
رغم كونها ضعيفة جداً جراء تجويعها و حرمانها من الماء و تسبب لها العنف الذي تلقته بكسور في العظام و تمزق في أعضاءها ادى الى نزيف داخلي, إلا انها لم تتخلى عن شجاعتها و قامت بمحاولة بطولية لتهرب و لما أمسكت بالهاتف لتطلب المساعدة إذا بأحدهم يقبض عليها بالجرم المشهود, فجعلوها تدفع ثمن تلك المحاولة الجريئة
علقوها من يديها في واحدة من الغرف ثم قاموا بأخذ أدوارهم في تحويل جسدها إلى كيس ملاكمة وركلها و ضربها حتى بدأ الدم يخرج من فمها, بدأت أعضاءها الداخلية بالتمزق و تضررت بشكل كبير حتى ان أية رشفة ماء تجعلها تستفرغ مباشرة. في كل مرة تتطور وسائلهم في التعذيب و يتمادى سلوكهم الوحشي ليجعلهم لا ينتهون في تجريب أساليب جديدة و كأنهم كانوا يستعجلون إزهاق روحها.
جعلوها تستلقي على الأرض الإسمنتية الصلبة ثم قاموا بالقفز على رأسها بالتناوب, مما افقدها قدرتها على التنفس من انفها لأن الدم المتجمد كان يسد فتحات أنفها, ثم سكبوا سائلاً قابل للاشتعال على يديها و ساقيها ثم أشعلوا النار فيها, و لم يكتفوا بهذا فأقحموا قنينة زجاجية في شرجها مما تسبب لها بجروح و نزيف داخلي.
نجحت جونكو في الصمود كل هذا الوقت رغم جميع أنواع التعذيب البشعة التي مورست ضدها باستخدام جميع الوسائل التي تخطر على بال احدهم. و زادوا في تنويع فنون التعذيب وأحضروا مضارب الغولف و عصي من الخيزران و بدءوا بضربها بها, و استخدموا الأوزان الثقيلة فسحقوا بها يديها كليةً بعد أن قاموا بنزع أظافرها, ثم قاموا بإدخال أسياخ الشواء، وكذلك السجائر والمفرقعات في مهبلها و شرجها مجدداً، فبدأت تنزف بغزارة, في هذه المرحلة توقفت جونكو عن المقاومة وتوسلت إليهم أن يقتلوها, و جراء هذا التعذيب فإنه استغرقها ساعة كاملة لكي تنزل إلى الطابق السفلي لتستخدم الحمام.
مع حلول رأس السنة, كانت جونكو تعاني بشدة و غير قادرة على الحركة, أصبح جسدها مشوهاً و عظامها محطمة و أحشاءها ممزقة, و في الخامس من يناير 1989, خسر احدهم في لعبة الماهجونج فغضب وثارت ثائرته ولم يكن أمامه متنفساً لهذا الغضب إلا كيس الملاكمة البشري جونكو, فقام يضربها بأثقال الحديد على جذعها حتى بدأت تنزف دما مع فمها , و بدأت تدخل في تشنجات, لكن الأولاد ظنوا أنها تصطنع ذلك ليكفوا عن تعذيبها, فقاموا بإشعال النار في أطرافها و يقال أنهم تركوها تشتعل لمدة ساعتين قبل أن يقوموا بإطفائها
بعد ساعتين من ذلك ماتت مخلفة للتاريخ احد أكثر ضحايا العنف البشري تعذيباً, عند هذا قام الأولاد بكل هدوء بحشو جسدها في برميل ثم صبوا عليه الإسمنت ثم حملوه ووضعوه في موقف للسيارات تابع لمصنع مهجور, و لم تكتشف جثتها إلا بعد مرور عام من الجريمة.
عندما علمت والدتها بالتعذيب الذي تعرضت له وكيف كانت الأيام الأخيرة من حياتها أغمي عليها و تم إدخالها للمستشفى و تم وضعها مع طبيب مختص في العلاج نفسي.
تم القبض عليهم و تمت معاملتهم كالضحايا لأنهم اعتبروا قصراً فلم يتم الإعلان عن أسمائهم و تم الحكم عليهم بأحكام خفيفة لا تتناسب و الجرم الذي ارتكبوه. إلا إن الصحيفة اليابانية شوكان بونشون الغاضبة أعلنت أسماءهم على الملأ قائلة أن الهمج المتوحشون لا تنطبق عليهم الحقوق الإنسانية و المدنية, بالإضافة إلى أسماء اثنان آخران من زوار المنزل وجدت آثارهما على جسد جونكو, و حاول المدعي العام أن يحصل على الحكم المؤبد لقائدهم لكن محاميه قام بعمل جبار بتصويره كشاب يحاول التغلب على ماضي طفولته الأليم و الذي تسبب له بإصابات في الرأس. و قد يؤسفك أيها القارئ ان تعلم ان كل المذنبين الآن أحرارا خارج السجن بهوياتٍ مختلفة .
لم يرضى والداها بهذا فقاما بمقاضاتهم بالإضافة إلى والدي المختطف اللذان سكتا عن ذلك, لكن محامي القضايا المدنية المكلف رفض القيام بذلك, معللاُ انه لا قضية مادامت الأدلة الموجودة على جثتها لا ترتبط بأي من الأربعة المدانين بالتعذيب و القتل, لكنهم استكملوا القضية و ربحوا المنزل الذي تم تعذيب جونكو داخل جدرانه و قتلها و قاما ببيعه و حصلوا على 50000 ين كتعويض عن موت ابنتهما