من أهم القضايا التي تتبادر إلى الأذهان مع تغير المناخ هي حالة طبقة الأوزون. كما نعلم جميعاً أن طبقة الأوزون تعكس الأشعة الضارة من الشمس، مما يساعد على عدم ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض وحمايتنا من الأضرار المختلفة. لكن على الرغم من أهمية طبقة الأوزون إلى أنها أصبحت تتآكل بفعل الانسان يوماً تلو الآخر فهناك أسباب عديدة يقوم بها الإنسان تؤدي إلى تآكل طبقة الأوزون.
ما هي أسباب تآكل طبقة الأوزون
السبب الرئيسي في تآكل طبقة الأوزون هو إطلاق المواد المحتوية على مركبات الكربون الكلورية فلورية (CFCs) في الغلاف الجوي. توجد هذه المركبات في بخاخات الأيروسول و الثلاجات ومكيفات الهواء وغيرها من المنتجات الأخرى.
عندما تصل مركبات الكلوروفلوروكربون هذه إلى طبقة الستراتوسفير، فإنها تتفاعل مع جزيئات الأوزون وتقسمها إلى مركبات أخرى، مما يؤدي إلى انخفاض كمية الأوزون الموجودة في الغلاف الجوي. تُعرف هذه العملية باسم "استنفاد الأوزون" ويمكن أن يكون لها عواقب وخيمة على كل من صحة الإنسان والبيئة.
تُستخدم مركبات الكربون الكلورية فلورية في مجموعة متنوعة من المنتجات، مثل بخاخات الأيروسول وغازات التبريد. عند إطلاقها في الغلاف الجوي، تتفاعل مع جزيئات الأوزون وتفككها. ومن الممكن أن تبقى في الغلاف الجوي لسنوات عديدة.
يمكن أن تساهم أيضًا مواد أخرى مثل الهالونات ورابع كلوريد الكربون و ميثيل الكلوروفورم في تآكل طبقة الأوزون. بما في ذلك الأنشطة الصناعية وحرق الوقود الأحفوري.
مادة كيميائية أخرى من صنع الإنسان وهي الهالونات يمكن أن تساهم مادة الهالون أيضًا في استنفاد طبقة الأوزون. وغالبًا ما تستخدم في طفايات الحريق الموجودة في كل مكان تقريباً. ولكن المشكلة تكمن عند إطلاقها في الغلاف الجوي، يمكن أن تتفاعل هذه المادة مع جزيئات الأوزون وتدمرها.
الأسباب الطبيعية تلعب أيضًا دورًا في تآكل طبقة الأوزون. يمكن للإشعاع الشمسي أن يحطم جزيئات الأوزون، مما يعني أنه كلما زادت كمية الأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس، زاد تكسر الأوزون.
كما يمكن للانفجارات البركانية أن تطلق ثاني أكسيد الكبريت والغازات الأخرى التي تتفاعل مع جزيئات الأوزون في الستراتوسفير. يؤدي هذا التفاعل إلى تكسير جزيئات الأوزون، مما يؤدي إلى ترقق طبقة الأوزون.
من الأسباب الأخرى أيضاً لتأكل طبقة الأوزون هو أكسيد النيتروس (N2O)، والذي يتم إطلاقه عن طريق حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط. ينتج أكسيد النيتروس أيضًا عن طريق الأنشطة الزراعية مثل زراعة المحاصيل وتربية الماشية. هذه ليست سوى بعض أسباب تأكل طبقة الأوزون التي يجب أن نكون جميعاً على دراية بها.
نتيجة لكل تلك العوامل تصبح طبقة الأوزون رقيقة، مما يؤدي لزيادة كمية الأشعة فوق البنفسجية التي تصل إلى الأرض. وبالتالي تزداد أيضًا كمية جزيئات الأوزون في الطبقات السفلى من الغلاف الجوي. على الرغم من أن جزيئات الأوزون في الطبقات العليا من الغلاف الجوي تعمل كـ حماية لنا من الأشعة فوق البنفسجية إلا أن جزيئات الأوزون نفسها ضارة.
يمكن للأشعة فوق البنفسجية أن تبطئ من نمو بعض النباتات، لأن النباتات تتأثر بشكل مباشر بالأشعة فوق البنفسجية. تحاول الحكومات الحد من إطلاق مركبات الكربون الكلورية فلورية في الغلاف الجوي وبعض المركبات الأخرى التي قد تشكل خطراً حقيقي على طبقة الأوزون. وقد يؤدي ذلك إلى تقليل المخاطر بشكل ملحوظ والذي بدوره سيؤدي إلى انتعاش تدريجي لطبقة الأوزون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق