العائدون من الموت.. قصص صادمة حيرت «العلم»

العائدون من الموت.. قصص صادمة حيرت «العلم»

العائدون من الموت

خروج طيف من الجسد ثم نفق مظلم يتبعه وميض هائل ثم مقابلته لموتى كان يعرفهم وشعور عام بالارتياح، مع إدارك ما يحدث في العالم الحقيقي في المحيط المتواجد به.. هذا ما رآه كل من قارب على الموت في 2013، أجرت الدكتورة «بيني سارتوري» باحثة في تجارب الاقتراب من الموت، لقاء مع الشرطي «ستيف جيتنز» في بريطانيا، زعم أنه توفي ورأى الحياة بعد الموت ثم عاد. يقول الشرطي إنه تعرض لإطلاق نار من قبل لصوص أثناء توقيفهم للاشتباه بهم.

وفي جزء من الثانية بعد الطلقة شعرت بأني أسقط في نفق وكل شيء حدث بسرعة وخارج عن السيطرة لكني لم أشعر بالرعب وفي نهاية النفق كانت هناك سماء زرقاء صافية وساحل رملي جميل وكان يقف هناك والدي ووالدتي وهما يرتديان الأبيض لقد توفيت والدتي قبل والدي بستة أشهر الذي توفى قبل 7 سنوات.
 
يضيف «ستيف» وشعرت بأني أسحب نحوهم وهما يتحركان باتجاهي. وفجأة توقفت تماما وأخذ والدي يلوح لي وقال: إنه ليس وقتك يا ولدي، وبدا وكأنه لايتحدث بل كان الأمر وكأنه أشبه بالتخاطر شعرت بأني أرغب بالبقاء لأنه مكان هادئ وتسوده الطمأنينة.

وفي غضون ثوان شعر «ستيف» أنه قد سحب بسرعة فائقة وبشكل ارتجاعي عبر النفق بعدها سمع أصوات بعض زملائه في المحطة وفجأة وجد نفسه ثانية عند السيارة حيث يحيط به الشرطة واللصوص الذين ألقى القبض عليهم.

تجربة «ستيف» هي تجربة المشارفة على الموت، ومر بها الكثريين واحتار حولها العلم. في مقابلة لـ«كيفين ويليامز» المهتم بدراسة تجارب ما قبل الموت، مع فتاة سعودية تعيش في الولايات المتحدة، ومرت بتجربة مشارفة الموت في عرض البحر المتوسط بإيطاليا.

«مباركة» الشابة السعودية تقول «كنت أعوم على ساحل إيطاليا عندما كنت هناك بعمر العشرين لأدرك فجأة أنني ابتعدت عن الشاطئ وقد أصابني التعب ثم بدأت المياه تغمرني حتى رأيتني أغادر جسدي ثم رأيت ضوءا أبيضا جميلا وشعرت بالارتياح له فتأثيره كان مثل المهدئ».

 تضيف مباركة «وفجأة سمعت صوتا يقول أنتي لن تموتي هكذا . ثم انتقل هذا الشعور فجأة إلى رأسي وبدأت أشعر أن أحدا ما يجتذبني من تحت الماء ولكني لم أرى أحدا لتقذفني بعدها الأمواج إلى الشاطئ وتتم عملية إفاقتي للعودة للحياة».
ماذا يقول العلم؟

الأبحاث العلمية في هذا الموضوع ظلت عاجزة فترة من الزمن عن تحديد السبب، وكانت معظم التفسيرات نسبية، وأوعزت ذلك إلى نشاط الدماغ الزائد عقب الوفاة، فقد لوحظ أن الدماغ تومض بالنشاط لنقص الأوكسجين بعد توقف القلب بـ30 ثانية.

محاولات التفسير

ولكن على كلٍ فهناك تفسيرات منطقية أتى بها العلم، فالموت لا يحدث مرة واحدة أو في لحظة واحدة. إنه يمر بعدة مراحل وتستغرق هذه العملية عدة ساعات، بحسب «برانيا» الأستاذ المساعد في طب الرعاية الحرجة بجامعة نيويورك.

ويقول عالم الأعصاب بجامعة كامبريدج، دين موبس، إن علم الأعصاب يستطيع تفسير رؤية أضواء ساطعة وتخيل مقابلة أموات. ويؤكد على أن المتهم الأول فيها هو المخ، بعد ملاحظة نشاط زائد في الدماغ بعد وفاة المريض أو المصاب.

ويضيف موبس أن الصدمة التي يمر بها من شارف على الموت تجعله مضطربا وتجعل أحاسيسه مضطربة، ويتوهم في أشياء لا أساس لها من الصحة.

لكن.. دراسة أجريت بمستشفى «مورستون» بسوانسي، تقول «أدخلت سيدة تدعى «راستي» غرفة العناية المركزية لوعكة صحية ألمت بها، واعتقد الجميع أنها توفيت حيث توقف القلب وبعدها الدماغ ولم يكن هناك أية مؤشرات على الحياة».

بعد إفاقة «راستي» قالت إنها رأت طيفها يغادر جسدها ورأت نفق مظلم وفي نهايته ضوء لامع، وتضيف أنها رأت أيضا كل من في غرفة العناية المركزة من أعلى حتى أنها رأت مصيدة للفئران كانت أعلى دولاب موجود بالغرفة، على الرغم من أنها لم تغادر سريرها مطلقا ولم تعرف ما فوقه.

حالة «راستي» تثبت أن الموضوع لم يكن متعلق فقط بنشاط زائد في الدماغ بل أنها حتى عرفت بالأشياء التي لم تراها وهي في وعيها.

لكن دراسة أجريت عام 2005، تشير إلى أنه من الممكن أن يشعر الإنسان بالإنفصال عن جسده لو حدث خللا في الفص الأيمن من الدماغ والمسؤول عن المعلومات الحسية.. ولكن كيف استطاعت «راستي» رؤية ما فوق الدولاب؟ هو ما عجز العلم عن تفسيره حتى الآن.
 
بجانب التفسير الأول هناك عدة تفسيرات علمية أخرى:

– زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجسد قد تفسر رؤية نفق أو ضوء أبيض لامع والذي تحدث عنه الجميع: ففي دراسة أجريت عام 2010 على 11 حالة اقتربت من الموت وجدت أن نسبة ثاني أكسيد الكربون في الدم لديهم كانت مرتفعة للغاية.  والنسبة يكون لها تأثيرها على الرؤية.

– نقص الأكسجين في الدماغ عند الموت يسبب الهلوسة: تقول الدراسة إن اقتراب الفرد من الموت يجعله يتذكر كل شئ عن أحبائه وأقاربه وتفسير رؤيته لهم قد يعزي للهلوسة التي سببها نقص الأكسجين. حتى أنه يسبب الشعور بالنشوة والتي تحدثت عنها الحالات التي مرت بتلك التجربة.

– زيادة إفراز الإندوفين عندما يكون المخ تحت تأثير الإجهاد الشديد: وهو هرمون موجود بالجهاز العصبي يسبب السعادة.

– التخدير يمكن أن يسبب خللا في الوعي وتخيل أشياء لا وجود لها.

– الإحساس المشوه بالوقت يجعل له دور أيضا: بعض الحالات حكت قصص تستغرق وقتا أطول من الذي قضوه خلال الموت.

وهناك نظرية تقول أن الوعي هو مكان حفظ الذكريات، وليس الدماغ الذي يموت. فوحدة تخزين المعلومات بالدماغ لا يمكنها حفظ كل المعلومات.

تجربة البحرية الأمريكية

في تحقيق أجرته الـ«CNN» في 2013 عن تجارب الاقتراب من الموت، ذكرت أنّ البحرية الأمريكية تقوم بدراسات حول تجارب مشارفة الموت بل إنها تخضع في بعض الأحيان قائدي المقاتلات إلى مرحلة «إسكات مؤقت للدماغ» حيث يتم قطع الأوكسيجين أثناء التدريبات.

لا يذهب هؤلاء إلى الجنة ولكنهم يقولون إنهم يرون ضوءا لماعا في نهاية نفق مظلم وأحاسيس متماوجة عندما يعودون إلى الوعي، وما يشعرون به يحدث في الحقيقة داخل أدمغتهم وليس في «الجنة».

لكن هذا لا ينطبق على قصة طفلة صغيرة ذهبت بها والدتها بعد ولادتها بثلاث أسابيع لتعميدها في الكنيسة، ومن ثم لم تذهب لها مجددا، ولكن بعد أربع سنوات أصيبت الطفلة بوعكة صحية نقلت على إثرها المستشفى حيث كانت تعاني من صعوبة في التنفس.

وبعد فترة أقل من ثلاث سنوات عادت للمستشفى مرة أخرى فصاحت الطفلة في أمها «أمي انظري هذا هو المكان الذي أعادني فيه الرب إليكي من قبل».

تجربة الخروج من الجسد

في دراسة أجريت عام 2002 تمت تجربة «الخروج من الجسد» على سيدة تعالج من الصرع، عن طريق تنبيه منطقة معينة بالدماغ تدعى «التلفيف الزاوي الأيمن» باستخدام أقطاب كهربائية، ووظيفة ذلك الجزء من الدماغ هو دمج المعلومات البصرية مع المعلومات التي يكونها الدماغ عن الجسد، وقالت السيدة أثناء ذلك، إنها تشعر كأنها تسقط وأنها أقل وزنا وبإمكانها مشاهدة جسدها على السرير من أعلى» وتجارب مماثلة أجريت عن مثل هذه الحالات وأدت لنفس النتيجة.

على الرغم من ذلك تظل هذه الظاهرة محل دراسة حتى الآن للوقوف على أسباب يقينية كاملة لحدوثها، ولكن دون الـاثر بالمعتقدات والخلفيات التي جاء منها الذين مروا بالتجربة.

تجربة صحفي مصر

يقول أشرف جهاد، صحفي مصري، إنه مر بتجربة قريبة الشبه بقصص العائدين من الموت، وروى أنه في عام 2013 أصيب بحادث تصادم ودخل في غيبوبة ثم شعر أنه تحرر من سجن ما. يقول عنها «غيبوبة مربكة وإفاقة أكثر إرباكاً».

يضيف «جهاد» أنه رأى ضوءا لامعا في المكان وبدا كل شئ له واضحا تماما وانطلق نحو شئ مجهول تماما وكان كل شئ واضح أمام عينيه أثناء هذه الفترة وبدا الوقت يمر ببطئ، حتى تمت إفاقته وتمكن من رؤية تفاصيل الحادث من سيارات الإسعاف والمصابين والأشلاء وحاجات الركاب.

«الوقت كان يمر ببطئ شديد وأدركت ما كان يقصد أينشتاين بنسبية الوقت»، هكذا أختتم «جهاد» حديثه ملخصا ما حدث معه.

محتويات الموضوع