يعجبني أن اقرأ عن قصص المجرمين وطريقتهم في القتل . لا وبل طريقتهم في الظهور وتفكيرهم في القتل دون رحمة ودون إحساس .. عرفت كثيرا من قصص الاجرام المرعب , وكلما سمعت قصة عن القتل ينتابني شعور بالخوف وأفكر في وجود قاتل متسلل أو أن هناك من سيقوم بقتلي , ولن تصدقون إذا قلت أني أحب ذالك الشعور بالخوف لأني أعلم أنه لن يدوم وسرعان ما أنسى القصة .
واليوم سأطلعكم عن قصة رجل لطالما سمعت عنه منذ صغري , كنت اسمع الناس يروون قصته أو يضربون المثل عنه .
القصة بطلها رجل يدعى ( إسماعيل ناصر ) يبلغ من العمر 46 سنة متزوج ولم ينجب أطفالا إطلاقا لأن لديه عقم , وهو يعمل كحارس ليلي في شركة زجاج , وكان مرتبه قليل يعيش في ولاية وهران في الجزائر .
كان دوامه ينتهي في الساعة السادسة صباحا فيعود إلى البيت , كان رجلا عادي جدا , لكن بعد أن وصل سن 46 عاما تغير كليا , والغريب في الأمر أنه عند رجوعه للبيت من العمل يقوم بضرب زوجته ضربا مبرحا ويعذبها بدون سبب , كان يسكب الماء المغلي عليها , يضربها بأي شيء يكون أمامه . كان كالمجنون يفرغ غضبه في زوجته المسكينة التي عانت كثيرا , وكان يغلق عليها الباب بإحكام لكي لا تهرب , لقد قام بسجنها , والمدهش أن جسدها تلقى الكثير من الضرب لكنها بقيت صامدة , وهذا هو أكثر ما أغضب ناصر مما دفعه بالنهاية لقتلها بطريقة شنيعةً بشعة حيث قام بربطها من قدميها ويديها وأحضر سكين كبيرا مثل الذي يستخدمونه في ذبح الأضحية في يوم 9 أفريل 1986 وقام بذبحها من رقبتها ونزع رأسها عن جسمها ثم قام بفتح صدرها وأخرج القلب والرئة وقطع يديها وحتى أصابعها ورجليها وبعدها جمع جميع أعضاء الجثة وخبأها في خزانة الملابس .
وكانت تلك الجريمة الرهيبة هي دلالة على ولادة الوحش
ناصر ظل وحيدا في المنزل لمدة شهر بعد الجريمة ثم قرر أن ينتقل إلى مكان أخر , والوجهة هي مدينة غيليزان حيث ارتكب جميع جرائمه الوحشية في تلك المدينة .
هناك عمل ناصر في مصنع القماش , وكان دوامه يبدأ عند 7 صباحا حتى 3 عصرا . وبعد إنتهاء دوام ناصر في مصنع القماش كان يبدأ دوامه الثاني كقاتل بأخذ جولة في المدينة , كان يقوم بإختيار ضحاياه من النساء , يغريهن بكلامه المعسول عن الحياة والعمل والعاطفة .
فيأخذ كل يوم ضحية إلى بيته ويقوم بالاعتداء عليها ثم يقوم بقتلها بطريقته المميزة عن طريق ربط أيدي ورجلي الضحية ثم يخرج سكينه الكبير ويقوم بقطع الرأس وبعدها يكرر ما قام بفعله في زوجته . وبعد الانتهاء من تقطيع الجثة لم يكن يخبأها في الخزانة بل كان يأخذ القلب والعضو التناسلي للمرأة فقط ويخبأهم في الخزانة أما بقية الجثة فيخرج ليلا من البيت وهو يحمل كيسا فيه أعضاء الجثة متوجها إلى الغابة , وعند منتصف الغابة تحديدا يقوم بحفر حفرة يرمي فيها الجثة , وهكذا يفعل في كل ضحية يقتلها .
الشرطة بدأت تحقق في قضية اختفاء النساء , لكنها لم تجد أي دليل . وكان قد مر على ولادة الوحش 3 سنين , قام خلالها بقتل 33 امرأة وربما كان سيقتل المزيد لولا أن الصدفة قادت للإيقاع به . ففي 3 من جانفي 1989 ألقي القبض على ناصر بتهمة التحرش بامرأة اسمها ( سميحة عاشور ) كانت قد تقدمت بشكوى ضده لدى الشرطة زعمت فيها بأن ناصر تحرش بها في الباص . قالت بأنه جلس إلى جانبها وأراد أن يأخذها معه إلى البيت وبدأ يتودد إليها عن طريق اللمس لكن سميحة لم تتركه يفعل وقامت بصراخ في الباص وبعدها ذهبوا إلى مخفر الشرطة .
الشرطة ارتابت في ناصر , وكانوا حينذاك يدققون كثيرا في قضايا التحرش ظنا منهم بأنها ستقودهم إلى السفاح الذي دوخهم وأتعبهم . وهكذا انتقلوا إلى بيت ناصر من أجل تفتيشه , وهناك كانت الصدمة لما احتواه البيت من مناظر مقززة من دماء وروائح عفنة , وكانت المفاجئة الكبرى تنتظرهم في خزانة الملابس حيث عثروا على قلوب بشرية وأعضاء تناسلية تعود لنساء .
تمت محاكمة ناصر وصدر حكم بإعدامه , وتم تنفيذ الحكم فيه في 20 جانفي 1989 وكانت تلك هي نهاية الوحش وبمثابة عيد للنساء اللواتي أرعبهن السفاح لسنوات .
وحتى الآن مازالت هذه القصة تروى من الصغير و الكبير . وأنا شخصيا أحس أن ناصر إسماعيل لا يزال على قيد الحياة! .