وجوه بيلميز الغامضة..هل هى بأشباح ام استغاثة من العالم الاخر؟

 وجوه بيلميز الغامضة

لا شك في أن عالمنا الكبير ملي بالكثير من الظواهر الغامضة و المحيرة و التي لا نجد لها تفسيرا و بعض هذه الظواهر تعد خارقة للطبيعة و مستعصية الفهم بالنسبة للبشر، حيث تم تخصيص علم يسمى علم ما وراء الطبيعة أو علم الماورائيات لبحث هاته الظواهر و الغيبيات و الأرواح و دراسة كل الظواهر الغريبة و الخارقة للعادة.

تعتبر ظاهرة وجوه بيلميز المرعبة من الظواهر الأكثر غرابة، فإذا كنت لم تسمعه بها من قبل و في نفس الوقت أنت من عشاق الماورائيات والظواهر الغريبة فمرحبا بك، أنت في المكان المناسب تماما.    

فهل سمعت عن قصة وجوه بيلميز الغامضة ؟ ما هي ظاهرة وجوه بيلميز ؟ و ماهو لغز وجوه بيلميز ؟

وجوه بيلميز

بيلميز أو (قرطبة) ، بلدة صغيرة تقع شمال اسبانيا عاش سكانها بكل أمان و سلام قبل أن يشهدوا بأحد الأيام حدثا عجيبا لا يقبل الفهم أو التفسير كسر هدوء تلك المنطقة و أحدث ضجة كبيرة بها .. حتى وصل إلى إثارة اهتمام الإعلام إضافة إلى توافد الخبراء و الباحثين من كل صوب محاولين فك لغزها الغامض لمدة طويلة تفوق الثلاثين عاما .. لكن دون أن يحصلوا على أية نتيجة !! .

تعد ظاهرة وجوه بيلميز من أكثر الظواهر الغامضة إثارة للجدل و تعود أحداث هاته القصة لسنة 1971 في أحد القرى الصغيرة القريبة من مقاطعة ‘خايين‘ في إسبانيا و الذي يقدر تعداد سكانها بحوالي 1600 نسمة،.

هذا الأمر حول تلك القرية الصغيرة و النائية لمركز إهتمام كبير من طرف الخبراء و العلماء و حتى السياح و الفضوليين.


 في اليوم الثالث و العشرين من شهر أغسطس سنة 1970، داخل بيت بسيط يحمل الرقم 5 في شارع (رودريجرز) .. كانت السيدة (ماريا بيريرا) وحدها بالمطبخ تعد وجبة طعام لأسرتها الصغيرة عندما لاحظت ظهور بقعة غريبة لم يسبق ان شاهدتها من قبل فوق لوح اسمنتي لا يبعد عنها كثيرا .. فاقتربت لكي تتفقد الأمر و كانت كلما تزيد قربا منه تزيد البقعة تشكلا و وضوحا حتى أصبحت تشبه لحد كبير وجها بشريا لامرأة .

رغم غرابة البقعة اعتقدت ماريا بالأول أنها مجرد أثار عادية فاستعملت المنظفات لكي تحاول إزالتها لكنها لم تفلح أبدا في ذلك .. مما سبب لها إزعاجا و قلقا ، فانتظرت عودة زوجها و ابنها إلى البيت .

بعد معرفة الابن بالأمر قام بهدم اللوح الإسمنتي الذي ظهرت فوقه البقعة كليا و بنا بدلا منه لوحا آخر فانتهى الأمر بنجاح و أطمئنت والدته .

منزل وجوه بيلميز

في تلك القرية الصغيرة و البعيدة، كانت تعيش إمرأة عجوز إسمها “ماريا جوميز كامارا” في أحد بيوت المدينة، حيث و من دون سابق إنذار لاحظت ظهور بقع على أرضية المطبخ تشبه وجوها بشرية، لكنها أعتقدت أنها مصابة بالهلوسة لأنها كانت مصابة بالحمى ذلك اليوم و خيل لها أنه مجرد هلوسات.

لكن الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل بدأت تلك وجوه بيلميز الغامضة و المرعبة في التزايد، إلى أن وصلت لأكثر من 1000 وجه، و مما يثير الفضول هو أن هاته الوجوه تظهر تارة و تختفي تارة أخرى.

 لكن في الثامن من سبتمبر بنفس السنة حصل ما لم يكن بالحسبان ... لقد ظهر وجه آخر من جديد في نفس المكان ! و لم ينتهي الأمر هنا فقط بل كانت هذه بداية ظهور وجوه كثيرة مع بعض الأجزاء الأخرى أيضا من الجسم ، تواجدت أولا في المطبخ ثم انتشرت بعدها بكل أنحاء البيت ، و استمر هذا الأمر مدة طويلة .

الكثير ممن سمعوا عن هذه الظاهرة أصبحوا يتوافدون بشكل مكثف إلى ذلك البيت الصغير حبا في رؤية شيء خارق للعادة و خارج عن المألوف ، و الكثير منهم صرحوا أنهم حصلوا حقا على مبتغاهم و رأوا تلك الوجوه تتشكل تماما أمام أعينهم .

في الواقع ، لقد كانت الرسوم تتشكل باستمرار و أحيانا تظهر ثم تختفي بنفس اليوم ، أما بعض الوجوه فقد كانت تتغير ملامحها و تبقى لمدة طويلة دون اختفاء .

وجوه بيلميز الغامضة

عندما كان يحاول البعض مسحها للتيقن من حقيقتها كانت تظل موجودة غير أن ملامحها تصبح أكثر حزنا ، وعندما كانوا يقومون باقتطاعها لتحليلها بأماكن أخرى كانت تعود الوجوه نفسها لتظهر من جديد داخل البيت و تتلاشى عند إرجاعها لأماكنها .

كذلك إدعت ماريا سماع أصوات غريبة في بيتها، مما جعل بعض الخبراء يقومون بدراسة جيولوجية حول منزلها، ليتوصلوا بنتيجة مفادها أن بيت ماريا تم بنائه فوق مقبرة قديمة يعود تاريخها للقرن الثالث عشر.مما زاد من صيت وشهرة هذا البيت بشكل جنوني و لا يصدق، حيث أحتلت ظاهرة وجوه بيلميز جميع أغلفت الصحف آنذاك و أصبحت الشغل الشاغل للعديد من الناس و قد وصفت بإعتبارها أهم ظاهرة خارقة في القرن العشرين.

أصوات غريبة

 بعد أن يئس الباحثون من تجاربهم الكثيرة لفهم الأمر قاموا بوضع ميكروفونات لالتقاط الأصوات التي لا تسمعها الأذن البشرية ، و ما لم يكن متوقعا لقد استطاعوا رصد عدة أصوات بالفعل !! كانت بعضها لنساء و رجال ، و أخرى لأطفال .. أغلبها بكاء و نواح و آهات حزينة ... من بين تلك العبارات (التي تم فهمها) :

ـ الجحيم يبدأ من هنا
ـ إنها لا تزال مدفونة
ـ ماريا أريد أن أذهب
ـ إنهم جميعا هنا
ـ إنهم جميعا أموات
ـ أمييييييي

طلب المحقق (بيرو أمورس) من ماريا التكلم بصوت عالي و السؤال لماذا أتوا إلى بيتها ، و عندما فعلت ذلك تم التقاط هذه العبارة: " إنه بسبب سوء المعاملة " .

وجوه بيلميز الغامضة
 
وجوه بيلميز الغامضة
 
لغز وجوه بيلميز الغامضة

لغز وجوه بيلميز

العديد من الناس و حتى بعض العلماء أتهموا إبن ماريا برسم وجوه بيلميز الغامضة تلك و ذلك بإستعماله بعض المواد الكيميائية كالنيترات و كلوريد الفضة.

أسباب إقتصادية : لقد كانت العائلة تعاني من فقر مدقع مما جعلها تبتكر تلك الحيلة و التي بسببها بلغت ماريا و عائلتها شهرة كبيرة جدا و أتى طوابير من الناس و السياح و الفضوليين لرؤية تلك الوجوه.

ناهيك عن طوابير أخرى من العلماء و الخبراء، إضافة لتلقي زوجها مبالغ مالية مقابل كل صورة في منزله، مما جعل وضع العائلة الإقتصادي يتبدل رأسا على عقب.

أسباب تجارية : تقول العديد من الفرضيات أن كل تلك الوجوه ما هي إلا حيلة لقيام نشاط تجاري ربحي و ذلك بتعاون من العائلة و العمدة و مسؤولي المدينة، نظرا للركود الإقتصادي الكبير آنذاك.

تقديم بعض الصحف المحلية كصحيفة ” بيوبلو ” تحليلات و فرضيات مفادها أنه تم إستخذام أملاح الفضة لرسم تلك الرسوم و بتعاون مع المصور قامت العائلة بخذاع الناس، لكن لا يوجد ما يدعم هاته الفرضيات و تبقى مجرد حبر على ورق.

اليوم و بعد مرور العديد من السنين الطويلة و مع تقدم العلم و التكنولوجيا، لا يزال أمر حقيقة وجوه بيلميز غامضا و بدون جواب محدد.

و من الجذير بالذكر أن كل وجوه بيلميز الغامضة قد إختفت إلا أثنين منهما لا زالا موجودين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

محتويات الموضوع