أكتوبر جديد .. هذا من الأشهر الصاخبة المفعمة بالأحداث، ويذكرني جدًا بازدحام شهري سبتمبر وديسمبر، فيما عدا أن سبتمبر يحوي مجموعة ممتازة من المصائب والكوارث، لعل آخرها حادث التدافع في الحرم. إنه شهر متميز حقًا.
أكتوبر هو الأسابيع الكئيبة الأولى في المدرسة، والشمس التي تتعلم أن تغيب مبكرًا، ولسعة البرد الخافتة ، والأمطار التي تتحسس طريقها في خجل (جو زمان) ، وهو بالنسبة للطنطاوية مثلي موسم زحف المئات القادمين لمولد السيد البدوي، وهذا حج على نطاق ضيق جدًا وجاهل جدًا ونابع من عقيدة الحرافيش الخاطئة، لكنه صار مناسبة سنوية كبرى. كتبت من قبل عن المولد وعن خيام السيرك التي تنتصب في كل مكان حتى يمر الخليفة، ثم تخلو طنطا من جديد وينهمر المطر.
بعد أسبوع تقريبًا من بدء أكتوبر تأتي ذكرى حرب العبور، وهي على قدر علمي آخر مناسبة حشدتنا جميعًا خلفها وذوبت الطبقات وأظهرت أن فينا معدنًا عجيبًا يظهر في لحظات بعينها فيغير العالم، لدرجة أن اللصوص أنفسهم كفوا عن السرقة أيام الحرب في ظاهرة غامضة لا أفهم تفسيرها. ثم جاءت فترة طويلة جدا من الخمول والإحباط قطعها هدف مجدي عبد الغني في هولندا. ثم لا شيء.
بالطبع هذا هو نفسه اليوم الذي قتل فيه السادات على يد رجال جيشه. حادث المنصة ماثل في الأذهان لا ينساه أحد. من العبث الكلام عنه فقد ملأ مجلدات ضخمة.
ثم يأتي يوم حزين بالنسبة لعشاق الحرية في العالم، هو 9 أكتوبر عام 1967 .. في هذا اليوم أطلقوا الرصاص على تشي جيفارا العظيم. هناك في تلك المدرسة في بوليفيا اعتقلوا الأسد الأرجنتيني الثائر، الذي شارك في تحرير كوبا مع صديقه كاسترو، ثم صار رمزًا للمشاغبة الثورية في كل العالم .. ذهب للكونغو لفترة محاولاً بدء ثورة، ثم ذهب إلى بوليفيا متخفيًا لكنه سقط في يد البولفيين، وصدر الأمر بإعدامه حيث هو بلا محاكمة. الغلطة التي ارتكبوها هي أنه التقطوا له صورًا بعد وفاته، مما جعله يبدو بالضبط كمسيح العصر . وغني الشيخ إمام من كلمات أحمد فؤاد نجم : "جيفارا مات".
في 14 أكتوبر 1981 يتولى حسني مبارك الحكم بعد اغتيال السادات، ويبدأ عهدًا مفعمًا بالآمال. بصراحة كنت معجبًا به في الثمانينيات وأوائل السبعينيات، وكنت أجده شابًا متحمسًا حريصًا على التغيير. في أوائل التسعينيات ولد حسني مبارك الآخر الذي يعرفه هذا الجيل والذي ثاروا ضده في التحرير. حسني مبارك تولى الحكم في ذات اليوم الذي انتحر فيه قائد عسكري عظيم هو روميل ثعلب الصحراء، وأعظم قادة هتلر. لقد تبين أنه متورط في مؤامرة الجنرالات على حياة الفوهرر وقد أرغمه هتلر على شرب السم بدلاً من محاكمته بتهمة الخيانة العظمى. فضل روميل شرب السم ليموت عام 1944.
بعد هذا بيومين بالضبط يطير عنق ملكة فرنسا ماري انطوانيت في ميدان الكونكورد. الملكة الحسناء ذات الأصل النمساوي تقف لتواجه الرعاع الغاضبين في العام 1793 ثم تنحني لتضع عنقها تحت حد المقصلة.. تشاك !!....رأس آخر لمدام توسو كي تصنع له قناعًا من شمع ..
يبدو أن طغاة أكثر من اللازم ماتوا في أكتوبر .. كنت في انجلترا متجهًا للقاء في بي بي سي مع الصديق العزيز أحمد مراد، وذلك يوم 20 أكتوبر 2011 ، عندما فوجئت بالجو مكهربًا ثم قيل لي إن القذافي قد قتل، وأن (ماحدش فاضي يعمل معاك لقاءات).. وفي اليوم التالي فتحنا الصحف لنرى مشاهد لا يمكن تصديقها لملك ملوك أفريقيا وعميد الحكام العرب الذي أتعبنا، والذي صار من حقائق الكون التي لا تزول منذ كنت في الصف الثالث الابتدائي. الفيلسوف الأديب المجنون .. الطاغية الذي يصر على أنه لا يحكم. لشد ما تغير عن ذلك الثائر الشاب الذي يحمل طابع جيفارا، والذي عشقناه عام 1969. كانوا يضربونه ويمزقونه والدم يغطي وجهه، وبرغم ما فعله فقد شعرت بشفقة على شيخ واقع في قبضة مجموعة غاضبين. لكن ليبيا تفككت ولم تتماسك بعد .. هذه هي مشكلة العالم العربي، في كل مكان كان هناك دكتاتور يمسك الخيوط بيده، ثم يهلك فتتناثر الخيوط ولا يقدر أحد على جمعها..
شاعران مهمان توفيا في يوم واحد: يوم 23 من هذا الشهر عام 1932 يلقى الشاعر – أمير الشعراء في الواقع – أحمد شوقي ربه .. وبعده بيوم يلقى الشاعر الثائر المتمرد نجيب سرور ربه كذلك عام 1978..
نجيب سرور الشاعر الماركسي المتمرد الذي يذكرني جدا بالروسي ايفتوشنكو. صاحب يس وبهية وآه يا ليل يا قمر وبروتوكولات حكماء ريش ومنين أجيب ناس؟ وقولوا لعين الشمس .. إلخ .. تراث يحفظه كل يساري في مصر. وقد لاقى من العذاب ألوانًا مع مخابرات صلاح نصر، وفي النهاية اتهموه بالجنون وألقوا به في مستشفى الأمراض العقلية. حيث كتب قصيدة شهيرة جدًا لا أجرؤ على ذكر أسمها، لكن كل مثقف في مصر يعرفها!
لكن الكوارث الأدبية لم تنته بعد .. ما زال القبر ينتظر عميد الأدب العربي طه حسين الذي توفي يوم 28 أكتوبر عام 1973 عن 84 عامًا، وللأسف لم تنل المناسبة ما تستحق من لوعة واحتفال لأن الكل كان ينظر للسماء يراقب صواريخ سام 7 وهي تلاحق الطائرات الإسرائيلية . حظي بجنازة شبه رسمية لكنها بالطبع لا تتناسب مع دور هذا الرجل المهيب عظيم القيمة.
لا ينتهي أكتوبر قبل أن يفاجئنا يوم 29 منه بمذبحة يذكرها الجميع، وهي مذبحة كفر قاسم التي وقعت عام 1956. في ذلك اليوم أصدرت إسرائيل أمرًا بحظر التجوال في القرى المتخمة للحدود، ومنها كفر قاسم.. هناك فلاحون عدة كانوا يعملون خارج القرية ولم يعرفوا بموضوع الحظر، هكذا بدأت المذبحة في الخامسة عصرًا وسقطت مجموعة كبيرة من المدنيين منهم امرأة حامل وعشرة أطفال. كان الضحايا 48 مدنيًا. بعد تسرب خبر المذبحة حوكم مرتكبوها بفترات تتراوح بين 9 إلى 18 سنوات. ما يدهشني هنا أن إسرائيل حاكمت ضباطها الذين قتلوا فلسطينيين، وحكمت عليهم. صحيح أنها خففت الأحكام جدًا فيما بعد، لكن لماذا ينجو سفاحو يناير 2011 الذين قتلوا مصريين مثلهم أمام عدسات الكاميرات؟. لأسباب كهذه تظل إسرائيل دولة عصرية متحضرة بينما ننهار نحن بلا توقف.
ثم يأتي يوم 31 أكتوبر لنتذكر أنه يوم الهالوين .. الهالوين في الأصل عيد كانت تحتفل به قبائل الكلت التي اعتنقت العقيدة (الدرويدية) التي ينسب لها البريطانيون كل عادة غير مفهومة لديهم .. يقال إن (ساوين) - أحد أصنام قبائل الكلت ..إله الشمس عندهم - كان يستدعي أرواح الموتى جميعاً في هذا اليوم ليتولي تنسيقها. كان الكلت يهابون هذه الليلة ويستعدون لها بالنيران في الخلاء والأقنعة وربما بعض الأضحيات البشرية. الغربيون يحتفلون بالهالوين، ومن عاداتهم أن يضعوا القرع العسلي –اليقطين– على أبواب البيوت .. إن هذه العادة إحياء لقصة قديمة عن شاب يدعى (جاك) منحه الشيطان مصباحاً في ثمرة لفت مفرغة .الأطفال يجولون حول البيت لابسين أقنعة مرعبة ويطرقون بابك قائلين: حلوى أم حيلة؟... بمعنى أن عليك أن تعطيهم كيساً مليئاً بالحلوى وإلا أزعجوك، وأطاروا النوم من عينك ....
في نفس اليوم المخيف يحدث رعب حقيقي لا علاقة له بالأساطير، هو لغز من ألعن ألغاز الطيران في التاريخ ومأساة كاملة، وهو سقوط طائرة مصر للطيران العائدة من نيويورك، ليموت من عليها من طاقم و217 راكبًا. حدث هذا يوم 31 أكتوبر عام 1999. الرحلة 990 . الطائرة بوينج 767. وهو لغز لم يفسر وإن كان الجانب المصري يؤكد أنه حادث متعمد لأن الطائرة تاخرت عن الإقلاع مما جعلها فريسة للدفاع الجوي الأمريكي الذي أصابها بصاروخين، بينما الجانب الأمريكي الذي فرغ الصندوق الأسود زعم أن قائد الطائرة جميل البطوطي انتحر، وهذا لأنه قال : "توكلنا على الله"، وهذا بالطبع باعتبار كل المنتحرين يتوكلون على الله قبل الانتحار!.. علامات استفهام كثيرة حامت حول القصة، ومنها لغز أن الطائرة كانت تحمل وفدًا عسكريًا مصريًا مهمًا لهذا أسقطتها أمريكا.. للأسف لن نعرف الحقيقة أبدًا فقد توارت في ذلك الكهف الذي ترقد فيه أسئلة على غرار من قتل كنيدي؟ أين ذهب رضا هلال؟...من قتل جنود رفح؟.. هل تم تسميم عبد الناصر؟ ما مصير الطائرة الماليزية؟.. إلخ .... فليرحم الله الجميع.
أكتوبر هو الأسابيع الكئيبة الأولى في المدرسة، والشمس التي تتعلم أن تغيب مبكرًا، ولسعة البرد الخافتة ، والأمطار التي تتحسس طريقها في خجل (جو زمان) ، وهو بالنسبة للطنطاوية مثلي موسم زحف المئات القادمين لمولد السيد البدوي، وهذا حج على نطاق ضيق جدًا وجاهل جدًا ونابع من عقيدة الحرافيش الخاطئة، لكنه صار مناسبة سنوية كبرى. كتبت من قبل عن المولد وعن خيام السيرك التي تنتصب في كل مكان حتى يمر الخليفة، ثم تخلو طنطا من جديد وينهمر المطر.
بعد أسبوع تقريبًا من بدء أكتوبر تأتي ذكرى حرب العبور، وهي على قدر علمي آخر مناسبة حشدتنا جميعًا خلفها وذوبت الطبقات وأظهرت أن فينا معدنًا عجيبًا يظهر في لحظات بعينها فيغير العالم، لدرجة أن اللصوص أنفسهم كفوا عن السرقة أيام الحرب في ظاهرة غامضة لا أفهم تفسيرها. ثم جاءت فترة طويلة جدا من الخمول والإحباط قطعها هدف مجدي عبد الغني في هولندا. ثم لا شيء.
بالطبع هذا هو نفسه اليوم الذي قتل فيه السادات على يد رجال جيشه. حادث المنصة ماثل في الأذهان لا ينساه أحد. من العبث الكلام عنه فقد ملأ مجلدات ضخمة.
ثم يأتي يوم حزين بالنسبة لعشاق الحرية في العالم، هو 9 أكتوبر عام 1967 .. في هذا اليوم أطلقوا الرصاص على تشي جيفارا العظيم. هناك في تلك المدرسة في بوليفيا اعتقلوا الأسد الأرجنتيني الثائر، الذي شارك في تحرير كوبا مع صديقه كاسترو، ثم صار رمزًا للمشاغبة الثورية في كل العالم .. ذهب للكونغو لفترة محاولاً بدء ثورة، ثم ذهب إلى بوليفيا متخفيًا لكنه سقط في يد البولفيين، وصدر الأمر بإعدامه حيث هو بلا محاكمة. الغلطة التي ارتكبوها هي أنه التقطوا له صورًا بعد وفاته، مما جعله يبدو بالضبط كمسيح العصر . وغني الشيخ إمام من كلمات أحمد فؤاد نجم : "جيفارا مات".
في 14 أكتوبر 1981 يتولى حسني مبارك الحكم بعد اغتيال السادات، ويبدأ عهدًا مفعمًا بالآمال. بصراحة كنت معجبًا به في الثمانينيات وأوائل السبعينيات، وكنت أجده شابًا متحمسًا حريصًا على التغيير. في أوائل التسعينيات ولد حسني مبارك الآخر الذي يعرفه هذا الجيل والذي ثاروا ضده في التحرير. حسني مبارك تولى الحكم في ذات اليوم الذي انتحر فيه قائد عسكري عظيم هو روميل ثعلب الصحراء، وأعظم قادة هتلر. لقد تبين أنه متورط في مؤامرة الجنرالات على حياة الفوهرر وقد أرغمه هتلر على شرب السم بدلاً من محاكمته بتهمة الخيانة العظمى. فضل روميل شرب السم ليموت عام 1944.
بعد هذا بيومين بالضبط يطير عنق ملكة فرنسا ماري انطوانيت في ميدان الكونكورد. الملكة الحسناء ذات الأصل النمساوي تقف لتواجه الرعاع الغاضبين في العام 1793 ثم تنحني لتضع عنقها تحت حد المقصلة.. تشاك !!....رأس آخر لمدام توسو كي تصنع له قناعًا من شمع ..
يبدو أن طغاة أكثر من اللازم ماتوا في أكتوبر .. كنت في انجلترا متجهًا للقاء في بي بي سي مع الصديق العزيز أحمد مراد، وذلك يوم 20 أكتوبر 2011 ، عندما فوجئت بالجو مكهربًا ثم قيل لي إن القذافي قد قتل، وأن (ماحدش فاضي يعمل معاك لقاءات).. وفي اليوم التالي فتحنا الصحف لنرى مشاهد لا يمكن تصديقها لملك ملوك أفريقيا وعميد الحكام العرب الذي أتعبنا، والذي صار من حقائق الكون التي لا تزول منذ كنت في الصف الثالث الابتدائي. الفيلسوف الأديب المجنون .. الطاغية الذي يصر على أنه لا يحكم. لشد ما تغير عن ذلك الثائر الشاب الذي يحمل طابع جيفارا، والذي عشقناه عام 1969. كانوا يضربونه ويمزقونه والدم يغطي وجهه، وبرغم ما فعله فقد شعرت بشفقة على شيخ واقع في قبضة مجموعة غاضبين. لكن ليبيا تفككت ولم تتماسك بعد .. هذه هي مشكلة العالم العربي، في كل مكان كان هناك دكتاتور يمسك الخيوط بيده، ثم يهلك فتتناثر الخيوط ولا يقدر أحد على جمعها..
شاعران مهمان توفيا في يوم واحد: يوم 23 من هذا الشهر عام 1932 يلقى الشاعر – أمير الشعراء في الواقع – أحمد شوقي ربه .. وبعده بيوم يلقى الشاعر الثائر المتمرد نجيب سرور ربه كذلك عام 1978..
نجيب سرور الشاعر الماركسي المتمرد الذي يذكرني جدا بالروسي ايفتوشنكو. صاحب يس وبهية وآه يا ليل يا قمر وبروتوكولات حكماء ريش ومنين أجيب ناس؟ وقولوا لعين الشمس .. إلخ .. تراث يحفظه كل يساري في مصر. وقد لاقى من العذاب ألوانًا مع مخابرات صلاح نصر، وفي النهاية اتهموه بالجنون وألقوا به في مستشفى الأمراض العقلية. حيث كتب قصيدة شهيرة جدًا لا أجرؤ على ذكر أسمها، لكن كل مثقف في مصر يعرفها!
لكن الكوارث الأدبية لم تنته بعد .. ما زال القبر ينتظر عميد الأدب العربي طه حسين الذي توفي يوم 28 أكتوبر عام 1973 عن 84 عامًا، وللأسف لم تنل المناسبة ما تستحق من لوعة واحتفال لأن الكل كان ينظر للسماء يراقب صواريخ سام 7 وهي تلاحق الطائرات الإسرائيلية . حظي بجنازة شبه رسمية لكنها بالطبع لا تتناسب مع دور هذا الرجل المهيب عظيم القيمة.
لا ينتهي أكتوبر قبل أن يفاجئنا يوم 29 منه بمذبحة يذكرها الجميع، وهي مذبحة كفر قاسم التي وقعت عام 1956. في ذلك اليوم أصدرت إسرائيل أمرًا بحظر التجوال في القرى المتخمة للحدود، ومنها كفر قاسم.. هناك فلاحون عدة كانوا يعملون خارج القرية ولم يعرفوا بموضوع الحظر، هكذا بدأت المذبحة في الخامسة عصرًا وسقطت مجموعة كبيرة من المدنيين منهم امرأة حامل وعشرة أطفال. كان الضحايا 48 مدنيًا. بعد تسرب خبر المذبحة حوكم مرتكبوها بفترات تتراوح بين 9 إلى 18 سنوات. ما يدهشني هنا أن إسرائيل حاكمت ضباطها الذين قتلوا فلسطينيين، وحكمت عليهم. صحيح أنها خففت الأحكام جدًا فيما بعد، لكن لماذا ينجو سفاحو يناير 2011 الذين قتلوا مصريين مثلهم أمام عدسات الكاميرات؟. لأسباب كهذه تظل إسرائيل دولة عصرية متحضرة بينما ننهار نحن بلا توقف.
ثم يأتي يوم 31 أكتوبر لنتذكر أنه يوم الهالوين .. الهالوين في الأصل عيد كانت تحتفل به قبائل الكلت التي اعتنقت العقيدة (الدرويدية) التي ينسب لها البريطانيون كل عادة غير مفهومة لديهم .. يقال إن (ساوين) - أحد أصنام قبائل الكلت ..إله الشمس عندهم - كان يستدعي أرواح الموتى جميعاً في هذا اليوم ليتولي تنسيقها. كان الكلت يهابون هذه الليلة ويستعدون لها بالنيران في الخلاء والأقنعة وربما بعض الأضحيات البشرية. الغربيون يحتفلون بالهالوين، ومن عاداتهم أن يضعوا القرع العسلي –اليقطين– على أبواب البيوت .. إن هذه العادة إحياء لقصة قديمة عن شاب يدعى (جاك) منحه الشيطان مصباحاً في ثمرة لفت مفرغة .الأطفال يجولون حول البيت لابسين أقنعة مرعبة ويطرقون بابك قائلين: حلوى أم حيلة؟... بمعنى أن عليك أن تعطيهم كيساً مليئاً بالحلوى وإلا أزعجوك، وأطاروا النوم من عينك ....
في نفس اليوم المخيف يحدث رعب حقيقي لا علاقة له بالأساطير، هو لغز من ألعن ألغاز الطيران في التاريخ ومأساة كاملة، وهو سقوط طائرة مصر للطيران العائدة من نيويورك، ليموت من عليها من طاقم و217 راكبًا. حدث هذا يوم 31 أكتوبر عام 1999. الرحلة 990 . الطائرة بوينج 767. وهو لغز لم يفسر وإن كان الجانب المصري يؤكد أنه حادث متعمد لأن الطائرة تاخرت عن الإقلاع مما جعلها فريسة للدفاع الجوي الأمريكي الذي أصابها بصاروخين، بينما الجانب الأمريكي الذي فرغ الصندوق الأسود زعم أن قائد الطائرة جميل البطوطي انتحر، وهذا لأنه قال : "توكلنا على الله"، وهذا بالطبع باعتبار كل المنتحرين يتوكلون على الله قبل الانتحار!.. علامات استفهام كثيرة حامت حول القصة، ومنها لغز أن الطائرة كانت تحمل وفدًا عسكريًا مصريًا مهمًا لهذا أسقطتها أمريكا.. للأسف لن نعرف الحقيقة أبدًا فقد توارت في ذلك الكهف الذي ترقد فيه أسئلة على غرار من قتل كنيدي؟ أين ذهب رضا هلال؟...من قتل جنود رفح؟.. هل تم تسميم عبد الناصر؟ ما مصير الطائرة الماليزية؟.. إلخ .... فليرحم الله الجميع.