من هو جاك ما
ولد جاك ما في هانغتشو بمقاطعة جيجيانيغ الصينية. حيث أظهر في سن مبكرة رغبة جامحة في تعلم اللغة الإنجليزية لدرجة أنه حسب قوله "كان يركب دراجته كل صباح لمدة 45 دقيقة متجهاً صوب فندق قريب لإرشاد الأجانب مجاناً حول المدينة والتحدث معهم بغية ممارسة وإتقان لغته الإنجليزية". وعلى الرغم من فشله في امتحانات القبول مرتين، إلا أنه تخرج أخيراً من كلية هانغتشو للمعلمين (حاليا جامعة هانغتشو العادية) سنة 1988 حاصلا على درجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية. ليصبح فيما بعد محاضراً في اللغة الإنجليزية والتجارة الدولية في جامعة هانغتشو للإلكترونيات (باللغة الصينية المبسطة : 杭州电子工学院، بالبينيين : hángzhōu diànzǐ gōngxuéyuàn ).
بدأ جاك ما بناء المواقع الإلكترونية للشركات الصينية بمساعدة أصدقاء له في الولايات المتحدة، حيث قال "في اليوم الذي إتصلنا فيه بشبكة الإنترنت، دعوت أصدقائي وأناساً من عالم التلفزيون إلى بيتي، "وعلى إتصال ديال أب بطيئ جدا"، إنتظرنا ثلاث ساعات ونصف للحصول على نصف صفحة ... شربنا، وشاهدنا التلفزيون ولعبنا الورق، ونحن ننتظر، لكني كنت فخوراً جداً وأنا أثبت (لضيوف منزلي) أن الإنترنت موجودة".
في عام 1995، أسس "جاك ما" شركة الصفحات الصفراء الصينية، التي إعتُبرت عالميا واحدة من أولى مواقع الإنترنت الرائدة في الصين. ومنذ سنة 1998 إلى سنة 1999، ترأس ما شركة تكنولوجيا المعلومات الذي أنشأه مركز الصين الدولي للتجارة الإلكترونية التابع لقسم وزارة التجارة الخارجية والتعاون الإقتصادي. لينشئ سنة 1999 موقع علي بابا دوت كوم (Alibaba.com) أكبر موقع لمبيعات الإنترنت في العالم يخدم حاليا أكثر من 79 مليون عضو من أكثر من 240 بلدا وإقليما.
شغل "ما" منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة علي بابا الشركة القابضة لتسعة فروع رئيسية : علي بابا (موقع)، تاوباو (موقع) سنة 2003، إتاو (موقع)، موقع علي بابا للحوسبة السحابية، تي مول (موقع)، جوهواسوان، 1688 دوت كوم (موقع)، ثم أخيراً موقع علي إكسبريس دوت كوم المتخصص في بيع البضائع بأسعار الجملة للأفراد والتجار في أبريل 2010.
في نوفمبر 2012، تجاوز حجم المعاملات التجارية على موقع "على بابا" أكثر من تريليون يوان. ما جعل جاك ما يلقب بتريليون هو، ما يعني حرفيا باللغة الصينية ماركيز التريليو يوان.
في 15 يناير 2013، أعلن "جاك ما" خطاباً مفتوحاً لموظفيه أفاد فيه عن نيته التقاعد من منصبه كرئيس تنفيذي لمجموعة علي بابا إعتبارا من 10 مايو 2013.
أختفاء جاك ما
تحول الملياردير الصيني جاك ما"، مؤسس "على بابا" و Ant Group ، إلى حديث وسائل الاعلام العالمية والدوائر الاقتصادية في العالم بعد اختفاءه من أواخر عام 2019، وبدأت وقائع الأزمة بعد انتقاده سياسات النظام المالي التي تتبعها حكومة بلاده، ليختفى بعدها "جاك ما" ولم يظهر في الأماكن العامة، أو حتى كمحكم في برنامج المواهب التلفزيوني الذي ابتكره، كما اعتاد الظهور فيه.
ودخل الملياردير الصيني "جاك ما"، في أزمة خلال خطاب ألقاه في شنجهاى في أواخر شهر أكتوبر من العام الماضي، وهاجم فيه الحكومة وتحدث عن ضرورة إصلاح النظام التنظيمى والبنوك المملوكة للدولة، وأكد أن النظام الحالى يخنق الابتكار. وأعقب هذا الخطاب لمالك شركة "على بابا"، أزمات متتالية للملياردير الصينى، أولها إلغاء بورصة شنجهاى إدراج شركة متفرعة من مجموعة «علي بابا» في البورصة في اللحظة الأخيرة، بعدما جمعت 34.4 مليار دولار، ولم يشاهد "جاك ما" فى مكان عام منذ فشل إدراج شركته في البورصة.
وبعدها وجهت سلطات المنافسة الصينية اتهاما آخر لـ"جاك ما" وفتحت تحقيق ضد المجموعة العملاقة للبيع بالتجزئة على الإنترنت «علي بابا»؛ بشبهة قيامها بممارسات احتكارية، وكان للخبر صدمة كبيرة، حيث تتميز "علي بابا" ورئيسها جاك ما، بشخصيته القوية، الذي يعد رمزاً للنجاح التكنولوجي في آسيا.
وأعقب هذه الأزمات المتتالية للملياردير الصيني جاك ما"، مؤسس "على بابا" و Ant Group، اختفاء طويل وآخرها غيابه عن نهائي أحد البرامج التي تقدم شركاته خلالها منحة مالية لرواد الأعمال الأفارقة بقيمة 1.5 مليون دولار، حيث كان من المُقرر أن يكون على رأس اللجنة المسؤولة عن تقييم أفكار المتسابقين التجارية.
ووفقاً لصحيفة فينانشيال تايمز البريطانية، حذفت صورة الملياردير الصيني "جاك ما"، من صفحة التحكيم على الويب، واستبعاده من مقطع فيديو ترويجي، ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم علي بابا، قوله إن السيد "جاك ما" لم يعد من الممكن أن يكون جزءاً من لجنة التحكيم بسبب تضارب في الجدول الزمني.
واستقال "ما" من منصبه كرئيس لشركة علي بابا في عام 2019، وحتى وقت قريب، كان "ما" أغنى رجل في الصين بثروة وصلت إلى أكثر من 60 مليار دولار، ومع ذلك، فإن صافى ثروة "ما" قد تعرض لضربات بلغت 12 مليار دولار خلال الشهرين الماضيين حيث شددت الصين القواعد الخاصة بصناعة التكنولوجيا المالية، واليوم ، تبلغ ثروة "ما" 50.6 مليار دولار، مما يجعله رابع أغنى شخص في الصين ، وفقًا لمؤشر بلومبيرج للمليارديرات.
غموض حول مكان الملياردير الصيني جاك ما بعد انتقاداته للحكومة
أثار اختفاء الملياردير الصيني جاك ما، لعدة أسابيع، بعد انتقاده لسياسات النظام المالي التي تتبعها حكومة بلاده، تساؤلات حول أسباب عدم ظهوره، سواء في الأماكن العامة، أو حتى كمحكم في برنامج المواهب التلفزيوني الذي ابتكره، كما اعتاد الظهور فيه.
وغاب جاك عن نهائي أحد البرامج التي تقدمها شركاته خلاله منحة مالية لرواد الأعمال الأفارقة بقيمة 1.5 مليون دولار أميركي، حيث كان من المُقرر أن يكون على رأس اللجنة المسؤولة عن تقييم أفكار المتسابقين التجارية.
تزامن هذا الغياب مع حذف صورته من صفحة التحكيم على الويب، واستبعاده من مقطع فيديو ترويجي، وفقاً لصحيفة «فينانشيال تايمز» البريطانية، التي ذكرت أيضاً أن بث المباراة النهائية تأخر حتى الربيع.
ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم «علي بابا»، قوله إن السيد ما لم يعد من الممكن أن يكون جزءاً من لجنة التحكيم «بسبب تضارب في الجدول الزمني».
كان الملياردير الصيني قد دعا خلال خطاب ألقاه في شنغهاي في أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، إلى إصلاح النظام التنظيمي والبنوك المملوكة للدولة، معتبراً ذلك «يخنق الابتكار».
كان أول تداعيات هذا الخطاب المنتقد لسياسات الحكومة الصينية إلغاء بورصة شنغهاي إدراج شركة متفرعة من مجموعة «علي بابا» في البورصة في اللحظة الأخيرة، بعدما جمعت 34.4 مليار دولار (27.4 مليار يورو). ولم يشاهد جاك ما في مكان عام منذ فشل إدراج شركته في البورصة.
وفي أواخر ديسمبر (كانون الأول)، أعلنت سلطات المنافسة الصينية، الخميس، فتح تحقيق ضد المجموعة العملاقة للبيع بالتجزئة على الإنترنت «علي بابا»؛ رمز النجاح في مجال الاقتصاد الرقمي في البلاد، بشبهة قيامها «بممارسات احتكارية». وكان للنبأ وقع الصاعقة في عالم الأعمال الصيني؛ حيث تمثل «علي بابا» ورئيسها جاك ما بشخصيته القوية، رمزاً للنجاح التكنولوجي في الدولة الآسيوية العملاقة.
ولم يعد جاك ما (56 عاماً)، رئيساً للمجموعة رسمياً منذ تقاعده العام الماضي، لكن تأثيره ما زال كبيراً على «علي بابا» وفرعها «آنت غروب» عبر الأسهم التي يملكها.
وتشعر السلطات بالقلق بشأن نفوذ المجموعات التكنولوجية، خصوصاً تدخلها في قطاع الإقراض عبر الإنترنت بعيداً عن القواعد الاحترازية المفروضة على البنوك العامة. ونقلت وسائل الإعلام الصينية هذه المخاوف، محذرة من مخاطر حدوث اضطرابات مالية مرتبطة بـ«علي بابا» وبمنافستها الرئيسية «تينسينت». وكتبت صحيفة «الشعب» اليومية الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني أن التحقيق ضد «علي بابا» يشكل «خطوة مهمة لبلدنا لتعزيز الرقابة المناهضة للاحتكار في قطاع الإنترنت، وتعزيز التنمية السليمة على الأمد الطويل للاقتصاد الرقمي».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق